أصبحت النظارات الشمسية أكسسوارا هاما لاكتمال طلتنا، لكن ما يحدث حاليا، خاصة وسط فئة الشباب المراهق، هو التهافت على النظارات المقلدة، وذلك لأسباب كثيرة سنكتشفها من خلال هذا الموضوع الذي استجوبنا من خلاله عينة من الناس، فتوصلنا إلى مجموعة من الحقائق متعلقة بالظاهرة. يقول كريم بائع نظارات مقلدة متجول "الناس تشتري هذه النظارات حتى وإن لم تكن أصلية، وأنا لا أرى فرقا بين النظارة المقلدة والأصلية، المهم أن يكون السعر في متناول الجميع، فهي متواجدة بأشكال ومقاييس مختلفة تواكب العصر، مثلها مثل النظارات الأصلية، وبما أن هناك دقة متناهية في مجال التقليد، فالناس باتت تفضل شراء نظارة ب 200 دج بدل شراء نظارة ب 5000 دج، خاصة مع تدني القدرة الشرائية للفرد". النظارة أهم أكسسوار يجذبني ليليا، 16 سنة، طالبة في الثانوي، تقول : "أنا عاشقة للنظارات، ولا يمكن أن أخرج دونها، فهي تجملني وتحجب الشمس عن عيني، وبما أنها رخيصة الثمن ومتوفرة بأشكال وألوان تواكب الموضة، فأنا أشتري نظارة في كل مرة، وأخرج في كثير من الأحيان خصيصا لرصد جديد سوق النظارات، لكونها أهم أكسسوار يجذبني". النظارة جزء هام من مظهري سألنا سفيان (18 سنة)، الذي كان يضع نظارة كبيرة، إن كان هو أيضا عاشقا للنظارات، فأجاب: "أجل، فأنا شاب، والشباب في مثل سني يهتمون كثيرا بمظهرهم حيث تشكل النظارة جزءا هاما منه، وأنا أفضل النظارة الكبيرة لكونها موضة، لا سيما وأن ثمن النظارة اليوم معقول ويسمح لنا باقتنائها وما علينا سوى أن نغتنم الفرصة". لا خطر من النظارة المقلدة فاطمة الزهراء (30 سنة)، وجدناها هي الأخرى منهمكة في اختيار نظارة تلائم وجهها، سألناها عن أهمية النظارة، فأجابت: " تعلمين أنه مع ارتفاع درجة الحرارة، لابد لنا من وسيلة واقية لأعيننا، وليس هناك غير النظارة، فالنظارات متوفرة بأثمان رخيصة في متناول الكل"، سألنا فاطمة الزهراء إن كانت تدرك خطورة النظارة المقلدة على حاسة النظر فأجابت : " لا أظن أن هناك خطر من وضع نظارة مقلدة على العين، لأني أستعملها منذ سنوات، ولم يحدث شيئا.. وكما ترين لازلت أرى جيدا".. (تضحك). ما فائدة نظارة ب 50 دج للعين؟! ومن باب التوعية من مخاطر النظارات التي تباع على أرصفة الطرقات بأثمان بخسة، قصدنا محل السيد نبيل بحبو، مختص في بيع النظارات الطبية والشمسية الأصلية، بغية معرفة خطورة الإدمان على وضع النظارات المقلدة على العين، وكيفية التفريق بين النظارة الأصلية والمقلدة، فأجابنا بما يلي : " الواقع أن الوعي بين أوساط الناس بمخاطر النظارات المقلدة قليل جدا، فهم غافلون عن حقيقة المخاطر الصحية التي قد تسببها كفقدان البصر، وهذه كارثة! والسؤال الذي يجب أن يطرحه أي إنسان قبل شراء تلك النظارات المرصوصة على الأرصفة والمعرضة للأوساخ والأتربة: هو ما هو السعر الحقيقي؟ فإذا كانت تباع ب 200 دج، فهذا يعني أن مستوردها قد جلبها بثمن أقل قد لا يفوق 50 دج!! فماذا يمكن لنظارة ب 50 دج أن تحمله من فائدة للعين". ويضيف "صحيح أن النظارات التي تباع في المحلات المختصة تكون باهضة أحيانا، وإن كنا في الجزائر نبيعها بأسعار منخفضة مقارنة بالدول الأخرى، وهذا مراعاة للقدرة الشرائية، إلا أن فائدتها الصحية لا تقدر بثمن، ويكفي أنها تعد حماية كافية للعين". وسألنا السيد نبيل بحبو عن كيفية التفريق بين النظارة المقلدة والأصلية، فكان جواب المختص، بأن هناك جهازا خاصا توضع تحته النظارة، فإذا سجل رقم (400) فهذا يعني أن هناك حماية كاملة للعين، وهذا ما تفتقد إليه النظارة المقلدة. وأضاف أنه يمكن لأي شخص التوجه إلى المحلات المختصة ببيع النظارات الطبية والشمسية، لاختبار نظارته تحت هذا الجهاز. وختم المختص كلامه بنصيحة ثمينة، وهي أنه يستحسن عدم وضع نظارة مقلدة لكونها تشكل خطرا حقيقيا على صحة العين، أو الحاسة الغالية التي لا يعوض فقدانها بكنوز الدنيا كلها.