وقد طوقت مصالح الأمن والحرس الجمهوري محيط الثكنة، الذي لم يسجل بها أضرار كبيرة، ومنع من الاقتراب منها حتى يتمكن من جمع بقايا قرائن الانفجار وأشلاء الانتحاري وتوظيفها في التحقيق، حتى المقهى المعروف باسم "الجنينة" الذي وضعت به القنبلة لم يتعرض الى أضرار كبيرة• وحسب شهادات السكان، فإن الإنفجارين وقعا في آن واحد، مما جعل غالبيتهم يربطه بحادث انفجار للغاز أو الحمام الواقع بذات الحي، قبل أن يتأكد رسميا أن الحادث مرتبط بعمل إرهابي استهدف ثكنة الحرس الجمهوري، خاصة بعد سماع وابل من الرصاص، وجهته حراسة الثكنة كطلقات إنذار• وحسب المعلومات الأولية التي كانت بحوزة عناصر الأمن، فإن القنبلة الأولى انفجرت بالمقهى ليستهدف بعدها الانتحاري المدخل الرئيسي لثكنة الحرس الجمهوري الذي هرول مسرعا وانفجر على بعد حوالي 05 أمتار من المدخل الرئيسي للثكنة• وحسب ما أفاد به عناصر من الأمن فإن تفجير قنبلة بالمقهى كان الأول قبل استهداف الثكنة لإثارة الانتباه وجلب أفراد الثكنة إلى موقع المقهى الذي لا يبعد عنها سوى ب 10 أمتار، ومنه يستغل حامل الحزام الناسف الظرف ويدخل إليها• وبحسب نفس المعلومات المتوفرة لدى عناصر الأمن، فإن الانتحاري الذي تطايرت أشلاؤه فوق أشجار مدخل الثكنة، يكون في الثلاثينيات من العمر، كما تم إلقاء القبض على شاب آخر على مقربة من الثكنة يشتبه أن يكون انتحاريا آخر أو مكلفا بترصد العملية الإجرامية، حسب التحريات الأولية لعناصر الأمن• وعن النتائج التي خلفها هذا العمل الإرهابي، حسب ما أدلى به العقيد "مصطفى لهبيري"، المدير العام للحماية المدنية، الذي أشرف على عمليات الإنقاذ والإسعاف بعين المكان ومنع بعض أفراد الشرطة الصحفيين من التقرب إليه عكس ممثلي بعض القنوات العربية، إلا بعد تدخل مسؤول أمني• وفي تصريحه لوسائل الإعلام، أفاد مسؤول الحماية المدنية "أن الحادث لم يخلف قتلى باستثناء الانتحاري، أما عن تعداد الجرحى فهو ثلاثة"، ولم يتأكد إن كانوا مواطنين أو أفرادا من الحرس الجمهوري، فيما قال مواطنون أن الحادث خلف 06 جرحى، وسط ذهول وصدمة سكان الحي• تشديد الإجراءات الأمنية وتطويق العاصمة وقد أعقب هذه العملية الإرهابية تشديد في القبضة الأمنية على العاصمة، خاصة بالجهة الشرقية وكذا كل المداخل المؤدية اليها عبر كامل منافذ الطرق السريعة، خاصة المؤدية من وإلى بومرداس، من خلال الحواجز والنوافذ الأمنية الكبيرة، كما عززت مصالح الأمن المختلفة نشاطات المراقبة والترصد خوفا من أي عمل آخر• ولم يتم الكشف إلى غاية كتابة هذه الأسطر عن الجماعة الإرهابية التي كانت وراء العملية• للتذكير، أحدث رئيس الجمهورية السيد "عبد العزيز بوتفليقة" مؤخرا تغييرات في هرم قيادة الحرس الجمهوري، بصفته قائدا أعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع الوطني•