في رسالة موجهة إلى السلطات المحلية ووزير الأشغال العمومية، تحصلت "الفجر" على نسخة منها، مرفوقة بمحضر تقني من جمعية المركز الريفي بقرية أولاد عباس، يصف حالة الطريق وطريقة عمل المقاول، الواقعة بالشمال الغربي لبلدية المنصورة، تضمنت حيثيات خطيرة حول مشروع إنجاز الطريق البلدي الرابط بين الطريق الوطني رقم 05 والطريق 61 جراء ظهور تصدعات كبيرة كالحفر والتشققات العريضة والطويلة، إضافة إلى اقتلاع كل الحصى المزفتة في بعض المقاطع غياب سواقي جرف المياه وكذا تصدع الجسور وانزلاق تربتها وغياب المتاريس المساندة للتربة في بعض المناطق، هذه الأوضاع المزرية حسب نص الرسالة، والتي تتطلب دراسة جيو تقنية من طرف مكتب دراسات مختص، دفعت بالجمعية إلى مراسلة المسؤولين المحليين، في العديد من المناسبات، إلا أن الحل حسب الرسالة جاء بطريقة لا يقبلها العقل إذ جاء عشوائيا غير مستند إلى دراسة تقنية تأخذ بعين الاعتبار بعض النقاط السوداء، كما أشار نص الرسالة، أنه تم كسوة كل الطريق بما فيها المقاطع المتضررة بطبقة رقيقة من الخرسانة المزفتة ذات سمك متغير بين 02 و 05 سنتيمتر، وضعت على طبقة طينية منافية للنظم التقنية التي تمنع مثل هذا العمل، و على عرض لا يتجاوز 03 أمتار في بعض المقاطع هذا ما يعيق سير سيارتين في اتجاهين مختلفين، إضافة إلى عدم إعطاء العناية لحواف الطريق الذي اعتبروه السند الرئيسي الحامي لها من الانجرافات المائية و وجود طبقة لاصقة بتركيز ضعيف جدا فوق التراب ، الشيء الذي دفع سكان القرية إلى منع المقاول من مواصلة الأشغال و طالبوا بانجازها وفق المعايير التقنية وفي غياب المتابعة قام سكان القرية باستدعاء بعض المهندسين في هذا المجال والذين قاموا بدورهم بمعاينة ميدانية للطريق حيث أعدوا محضر تقني أرفقوا به مراسلتهم واصفين فيه حالة الطريق بعملية الطلاء الأسود لا غير• و حسب رئيس الجمعية لأولاد عباس، فإن مشروع إنجاز الطريق يعتبر هدرا للمال العام الذي هو مسجل لدى السلطات العليا، أنه لفائدة المنطقة في حين لا تعتبر في الواقع إلا عملية " بريكولاج "، و طالب بإيفاد لجنة خبرة للتحقيق في الموضوع، و في حديثنا مع أحد المهندسين حول تكلفة الكيلومتر الواحد بالطريقة التي ينجز بها هذا المشروع، أكد أنها لا تتجاوز 100 مليون سنتيم• اتصلنا ببلدية المنصورة، أين أوضح لنا رئيس المجلس الشعبي البلدي السيد "علي تواتي"، أن المشروع قد أعد على شطرين الأول ب 4•3 مليار سنتيم والشطر الثاني ب 09 ملايير سنتيم، أما عن حقيقة ما ورد في رسالة إحدى جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة، فأكد رئيس البلدية أنه نزل إلى عين المكان، أين قدم تفسيرات لمواطنين، وأن الأمر قد سوي، بدورنا تنقلنا إلى موقع المشروع الذي يبعد عن مقر ولاية البرج بحوالي 45 كلم نهاية الأسبوع الماضي، أين لاحظنا عمال الورشة وحدهم، دون حتى رئيس الورشة أو المشرف عليها، الذي لم يحضر إلا بعد وصولنا بأكثر من نصف ساعة، كما سجلنا الغياب التام للمرافقين من المخبري والمهندس على المشروع، مما يطرح أكثر من سؤال، حاولنا مجددا الاتصال برئيس دائرة المنصورة باعتباره المسؤول الأول على مستوى الدائرة، إلا أنه قيل لنا أن هذا الأخير غير موجود بمكتبه•