وقامت إسرائيل بالتأكد من هوية رفات الجنديين عبر تحليلات الحمض النووي، ثم شرعت في نقل رفات 199 لمقاتلين لبنانيين وعرب عبر شاحنات للصليب الأحمر إلى الحدود اللبنانية.وأكد مصدر في حزب الله أن إسرائيل سلمت جثث سبعة من مقاتلي الحزب سقطوا في حرب جويلية 2006 وجثة الفلسطينية دلال المغربي، يذكر أن المغربي التي كانت تنتمي إلى حركة فتح، قادت العام 1978عملية كوماندوز نوعية داخل الأراضي الإسرائيلية أسفرت عن 36 قتيلا.وتشمل صفقة التبادل تسليم إسرائيل خمسة أسرى لبنانيين مقابل جثتي الجنديين الإسرائيليين، ومن جانبها، تسلم إسرائيل، حزب الله جثث حوالي 200 مقاتل من الحزب ومن الفلسطينيين، وذلك بموجب الاتفاق الذي تولى الوساطة بشأنه ضابط المخابرات الألماني غيرهارد كونراد بتفويض من الأممالمتحدة، وهذا الاتفاق هو الثامن لتبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله منذ 1991.وقالت مصادر أمنية في لبنان إن اللبنانيين الذين سيطلق سراحهم سينقلون جوا من الناقورة إلى مطار بيروت حيث يتم استقبالهم في احتفال رسمي يتوقع أن يكون حاشداً، وفيما تعرض اتفاق التبادل في إسرائيل لانتقادات كثيرة وبدت العملية بمثابة تنازل من الحكومة الإسرائيلية، فإن حزب الله اعد استقبالا للأسرى والجثامين.وأعطى مجلس الوزراء الإسرائيلي أول أمس موافقته النهائية على تبادل سجناء مع جماعة حزب الله بلبنان في صفقة تبادل الأسرى، ووافق مجلس الوزراء بأغلبية 22 واعتراض 3 وزراء على التصديق على اتفاق التبادل، وقال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس قبل التصويت "هذا ليس يوما سعيدا بالنسبة لأي منا، أن نطلق سراح قتلة مثل هؤلاء، لكن علينا التزاما أخلاقيا وروحيا، أن نعيد جنودنا إلى الوطن".وفي إطار الاستعداد للتبادل عند الحدود الإسرائيلية اللبنانية، نقل ماهر كوراني ومحمد سرور وحسين سليمان وخضر زيدان من سجن اشموريت قرب مدينة نتانيا الساحلية حيث كانوا محتجزين منذ أسرهم في حرب لبنان عام 2006 إلى سجن هداريم على بعد نحو 11 كيلومترا حيث انضموا إلى سمير القنطار، والأخير هو أبرز سجين لبناني في إسرائيل وحكم عليه بالسجن المؤبد لقتله شرطيا ورجلا آخر وابنته في هجوم في بلدة نهاريا بشمال إسرائيل عام 1979.ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت القنطار بأنه آخر ورقة مساومة لمعرفة مصير الملاح الجوي الإسرائيلي رون آراد الذي اختفى بعد نزوله من طائرته بمظلة خلال حملة قصف على لبنان عام 1986. واتهم منتقدو عملية مبادلة السجناء الحالية حكومة أولمرت بالتخلي عن أي فرصة لاستعادة آراد، ويقف وراء نجاح صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحزب الله، جندي ألماني مجهول لا تعرفه إلا قلة من قادة الحزب ومن المسؤولين الألمان والإسرائيليين، لأنه عميل بالمخابرات الألمانية كلفته بلاده بأن يكون وسيطا بين الطرفين في المفاوضات التي استمرت 18 شهرا واضطرته للسفر مرات ومرات، إلى درجة أنه قطع ضعف المسافة بين الأرض والقمر، أي 700 ألف كيلومتر تقريبا، لكي تنجح الصفقة.