حل موكب الأسرى اللبنانيين الخمسة وبينهم سمير القنطار داخل الأراضي اللبنانية مساء أمس بعد أن أطلقت السلطات الإسرائيلية سراحهم ضمن صفقة تبادل أسرى تسلمت بموجبها إسرائيل رفات جنديين كان حزب الله أسرهما صيف عام 2006. وقد أكدت إسرائيل هوية جثتي جندييها بعد فحص حمضهما النووي وفق ما ذكرته الإذاعة الإسرائيلية، وكان حزب الله سلم جثتي الأسيرين الإسرائيليين صباحا إلى الوسيط الألماني ومن ثم إلى الصليب الأحمر الذي نقلهما إلى الجانب الإسرائيلي من الحدود للتحقق من هويتهما قبل استئناف عملية تبادل الأسرى ورفات القتلى. ومن المقرر أن ينقل الأسرى المحررون بعد تسلمهم جوا من معبر الناقورة إلى مطار بيروت حيث أعد لاستقبالهم احتفال رسمي وشعبي، حيث غطت الضاحية الجنوبية في بيروت أعلام الحزب ولافتات الترحيب. وكان موكب الأسرى الخمسة وصل إلى الحدود بعد نقلهم من سجن هاداريم الإسرائيلي، حيث أظهرت لقطات تلفزيونية صورت من جانب إدارة السجون وبثتها القناة العاشرة بالتلفزيون الإسرائيلي، الأسرى -وبينهم القنطار- أثناء خضوعهم لمرحلة التحقق النهائية من هوياتهم قبل مغادرتهم السجن شمال تل أبيب. وقد تواصلت عملية نقل رفات 199 مقاوما لبنانيا وعربيا من الجانب الإسرائيلي إلى نقطة رأس الناقورة الحدودية عبر الصليب الأحمر لتسليمهم إلى الجانب اللبناني. وقد دخلت أول دفعة من الجثامين التي أعادتها إسرائيل أمس إلى الأراضي اللبنانية ضمن العملية التي أطلق عليها حزب الله اسم "عملية الرضوان" تكريما "للحاج رضوان" عماد مغنية القائد العسكري في الحزب الذي اغتيل في دمشق في فيفري الماضي. وقالت الناطقة الإعلامية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر جيسي شاهين إن الشاحنات نقلت 12 جثة قسم منها لمقاتلين في حزب الله، إضافة إلى رفات الفدائية الفلسطينية دلال المغربي وآخرين من مجموعتها التي نفذت عملية فدائية عام 1978 أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثين جنديا إسرائيليا. وذكرت قناة المنار التابعة لحزب الله أن الجثامين التي وصلت ثمانية منها لشهداء "الوعد الصادق" وهو اسم العملية التي نفذها حزب الله صيف عام 2006 وأسر خلالها الجنديين الإسرائيليين، في حين تعود الجثامين الأخرى لدلال المغربي وثلاثة من مجموعتها. وبدأ مسعفون من الهيئة الصحية لحزب الله بإنزال النعوش من الشاحنات حيث سيتم فحص حمضها النووي للتحقق من هوياتها. وهذه هي الدفعة الأولى من إعادة رفات 199 شخصا غالبيتهم من مقاتلي أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية وبينهم من يحملون جنسيات عربية أخرى في إطار صفقة التبادل. وترددت أنباء عن قرب الإفراج عن أربعة أردنيين معتقلين بالسجون الإسرائيلية. وفي هذا السياق قالت مصادر إن هؤلاء الأسرى لن يتم إطلاقهم اليوم وإنما بعد أيام "حتى لا يربط هذا الإنجاز بإنجاز حزب الله، ولتسجيل هذا الإنجاز باسم حكومة المملكة". وأوضح أن هناك اتفاقا بين حكومتي عمّان وتل أبيب بنقل الأسرى الأردنيين إلى سجون المملكة بشروط مخففة لمدة شهر ومن ثم الإفراج عنهم، مشيرا إلى أن الاتفاق يشترط للإفراج عن هؤلاء إطلاق من قاموا بمثل ما قام به المعتقلون الأردنيون للإفراج عنهم.