سلم الأربعاء حزب الله جثتي جنديين صهيونيين إلى منظمة الصليب الأحمر عند نقطة رأس الناقورة الحدودية، حيث قام خبراء من المنظمة على الفور بإجراء فحوصات الحمض النووي والتأكد من هوية الجنديين. * وتأتي عملية تسليم جثتي الجنديين اللذين أسرهما حزب الله الشيعي قبل عامين, ضمن صفقة مع سلطات الاحتلال الصهيوني تطلق الأخيرة بموجبها سراح خمسة أسرى لبنانيين بينهم عميد الأسرى العرب في السجون الصهيونية سمير القنطار، إضافة إلى رفات نحو مائتي مقاوم لبناني وعربي.وقد بدأت المرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى ورفات المقاومين العرب واللبنانيين. * وقالت منظمة الصليب الأحمر إن حزب الله تسلم في البداية رفات ثمانية شهداء, هم الشهيدة الفلسطينية دلال المغربي وسبعة من المقاومين اللبنانيين الذين قتلوا في الحرب الأخيرة مع الكيان الصهيوني. * وكانت دلال قادت عام 1978 عملية فدائية أسفرت عن مقتل أكثر من ثلاثين جنديا إسرائيليا.وتجري حاليا في منطقة الناقورة على الجانب اللبناني من الحدود احتفالات استعدادا لتسلم بقية النعوش والأسرى المحررين. * وكان موكب الأسرى الخمسة وصل إلى الحدود بعد نقلهم من سجن هاداريم الصهيوني حيث أظهرت لقطات تلفزيونية صورت من جانب إدارة السجون وبثتها القناة العاشرة بالتلفزيون الصهيوني الأسرى -وبينهم القنطار- أثناء خضوعهم لمرحلة التحقق النهائية من هوياتهم قبل مغادرتهم السجن شمال تل أبيب. * ومن المقرر أن ينقل الأسرى المحررون جوا من معبر الناقورة إلى مطار بيروت حيث سيتم استقبالهم رسميا وشعبيا. * وكانت الاستعدادات لإتمام الصفقة تمت بعد أن أقرت سلطات الاحتلال الصهيوني الثلاثاء تبادل الأسرى مع حزب الله ، والتي تشمل إطلاق خمسة أسرى لبنانيين، مقابل جنديين صهيونيين أسرهما الحزب قبل حرب لبنان في يوليو 2006. * * * * الصحافة الإسرائيلية: تبادل الأسرى انتصار لحزب الله * وجهت الصحافة الإسرائيلية انتقادات حادة للحكومة الإسرائيلية بسبب موافقتها على شروط صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله اللبناني وإسرائيل. ولا شك أن هذه الانتقادات ستزداد حدة بعد أن تم التأكد من مقتل الجنديين الإسرائيليين الذين كانا محتجزين لدى إسرائيل. * فقد قالت صحيفة "معاريف" الصادرة الأربعاء أن حزب الله خرج من هذه الصفقة منتصرا وستترسخ صورته في الشارع العربي باعتباره الحزب العربي الوحيد الذي الحق الهزيمة بدولة إسرائيل، في إشارة إلى حرب عام 2006 التي استمرت 34 يوما دون أن تحقق إسرائيل أي من أهدافها. أما صحيفة "جروزاليم بوست" الواسعة الانتشار فقد كتبت تحت عنوان (انتصار حزب الله) قالت فيه : كل علميات تبادل الأسرى مع الدول العربية كانت تتم وفق اتفاقيات جنيف التي تنظم وضع الأسرى عقب توقف العمليات العسكرية تم بموجبها تبادل 882 أسيرا إسرائيليا مقابل 6344 أسيرا عربيا. * أما صحيفة "هاآريتس" فوصفت عملية تبادل الأسرى بأنه انتصار لحزب الله وقالت إن هذه الصفقة تبدو للرأي العام كدليل على انتصار حزب الله في حرب 2006 ، كما أنها تؤكد على انتصار حزب الله في صراعه مع خصومه داخل لبنان.