واعتبر سيف الإسلام أن الاتفاق الذي سيوقع في الأسابيع القادمة، سيكون سابقة تستند إليها دول الجنوب للمطالبة بتعويضات من الدول التي استعمرتها، وفي روما أعرب رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني عن أمله في إبرام "معاهدة صداقة" مع ليبيا قد توقع بحلول نهاية أوت المقبل• وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية أن المفاوضات "في مرحلة طيبة لكن بعض الجوانب المهمة لم تتحدد بعد"، وشهدت العلاقات الليبية الإيطالية تحسنا في السنوات الأخيرة بعد سنوات من التوتر، ويسعى البلدان منذ فترة لإبرام اتفاق بشأن تعويضات عن سياسات إيطاليا الاستعمارية التي شملت ترحيل آلاف الليبيين إلى إيطاليا• وتستورد إيطاليا 25 بالمئة من حاجاتها النفطية و33 بالمئة من حاجاتها من الغاز من ليبيا التي تملك وجودا قويا في مجال الأعمال بإيطاليا، لكن العلاقات تشكو بعض التوتر من حين إلى آخر بسبب تدفق المهاجرين غير الشرعيين انطلاقا من السواحل الليبية إلى جنوب إيطاليا، وقال الكاتب الصحفي المقيم في روما سمير القريوتي أن التوصل إلى اتفاق تعويضات بين البلدين أصبح سهلا مع تقلد برلسكوني مجددا رئاسة الوزراء في إيطاليا• وتزامنت هذه التطورات مع اعتقال السلطات الليبية أول أمس سويسريين أحدهما موظف لدى مجموعة "أي•بي•بي" السويسرية السويدية، ردا على توقيف حنبعل نجل القذافي الأسبوع الماضي في العاصمة السويسرية، وهددت الشركة الوطنية الليبية للنقل البحري بإجراءات جديدة ما لم تشهد الساعات القادمة إغلاق "ملف القضية التي قالت إنها مفبركة وغير شرعية من جانب السلطات السويسرية"، مطالبة جنيف بالاعتذار• يأتي ذلك بعدما أقفلت طرابلس يوم الأربعاء الماضي مكاتب "أي•بي•بي" ومجموعة نستلي الغذائية السويسرية ووضعت مسؤوليها قيد التوقيف الاحتياطي، كما أعلنت وقف مد جنيف بالنفط• وأعربت سويسرا عن قلقها البالغ لظروف اعتقال مواطنيها "الشديدة المأسوية"، مشيرة إلى أنهما يعاملان معاملة المهاجرين غير الشرعيين على حد تعبير الخارجية السويسرية، وتتهم السلطات الليبية المواطنين السويسريين بانتهاك قوانين الهجرة والإقامة، في حين قالت بيرن إن هذه المآخذ "مثيرة للشكوك"، ولم تتمكن الممثلية السويسرية في طرابلس من الحصول على حق زيارة مواطنيها في إطار الحماية القنصلية, طبقا لما أكدته الخارجية السويسرية، وعلقت طرابلس إصدار تأشيرات دخول السويسريين، وتلقت شركات سويسرية في ليبيا أوامر بالغلق، ويأتي هذا التوتر في الوقت الذي تسعى فيه ليبيا منذ أشهر من أجل الصلح التدريجي مع الغرب بعد توتر في العلاقات دام سنوات• الجدير بالذكر أن حنبعل القذافي وزوجته اعتقلا يوم 15 جويلية الجاري في جنيف إثر شكوى من خادمين يعملان لديهما اتهماهما بالاعتداء عليهما ضربا، وحسب صحيفة سويسرية, اتهم حنبعل شرطة جنيف بإساءة معاملته لدى توقيفه،وهو ما نفته الشرطة، وقال مسؤولون ليبيون أن القبض على حنبعل إهانة لكرامة البلاد•