التقي رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني أمس في مدينة بنغازي الليبية الزعيم الليبي معمر القذافي لإبرام "معاهدة صداقة" تنهي خلافات طويلة بين البلدين، تشمل تعويضات إيطالية عن فترة الاستعمار، وقال برلسكوني الذي بدأ زيارة إلى ليبيا أمس لصحيفة ليبية أنه سيوقع معاهدة تحل خلافات تعود إلى مرحلة الاستعمار الإيطالي الذي استمر من 1911 إلى 1943، ولم يذكر مبالغ محددة لذلك لكنه تحدث عن استثمارات إيطالية بمليارات الدولارات، وهو ما تحدث عنه أيضا سيف الإسلام القذافي الشهر الماضي، وقال نجل الزعيم الليبي حينها أن الاتفاق سيكون سابقة تستند إليها دول الجنوب للمطالبة بتعويضات من الدول المستعمرة، ويأتي لقاء بنغازي بعد حسم نقاط رئيسية في معاهدة تشمل تعويضات تدفعها إيطاليا على امتداد ربع قرن، في شكل استثمارات بينها تشييد طريق سريع ساحلي بقيمة 4.6 مليارات دولار، يصل تونس بالحدود المصرية مرورا بليبيا.وناقش الطرفان المعاهدة في إيطاليا باستفاضة مدة أيام, آخرها أول أمس في مكتب برلسكوني، غير أن وكالة الأنباء الإيطالية قالت أن التوقيع -الذي يتزامن مع عيد الثورة الليبية ال39- مرتبط بتطبيق ليبيا اتفاقا على تسيير دوريات بحرية مشتركة لمحاربة الهجرة السرية وقع العام الماضي. وسيعيد برلسكوني إلى ليبيا تمثال "فينوس قورينا", الذي استولى عليه جنود إيطاليون عام 1913. وظلت علاقات البلدين صعبة منذ وصول القذافي إلى السلطة, إذ طرد عام 1970 الإيطاليين وصادر أملاكهم، لكنها استعادت حرارتها في السنوات الأخيرة رغم استياء إيطاليا مما تقول أنه قلة تعاون ليبي في مكافحة الهجرة السرية.