نعى المخرج الجزائري المخضرم "أحمد راشدي"، صديقه وزميله الراحل "يوسف شاهين"، وقال إنّ "يوسف لم يمت" وأضاف راشدي أنّ يوسف مبدع مثله مثل الشعراء هؤلاء لا يموتون بل يأفلون كما تأفل النجوم أو المصائر لتخلد لراحة أبدية. وقال راشدي بنبرة متأثرة، إنّ الراحل شاهين كان يرغب في وضع لبنات سينما عربية صميمة، ملاحظا أنّ التجربة التي خاضها شاهين في مجال إنتاج الأفلام مع الجزائر كانت "جد مميزة" انطلاقا من فيلم "عودة الابن الضال"، وكشف راشدي أنّ "آخر مشروع لشاهين الذي لم ير النور، كان سيتمحور حول الجزائر، في إشارة من راشدي على اعتزام شاهين تحويل الرواية الشهيرة "ذاكرة الجسد" للأديبة "أحلام مستغانمي" إلى عمل سينمائي كان مقررا إنتاجه في الجزائر. وانتهى راشدي في مرثيته إلى اعتبار فقدان السينما المصرية والعربية لشاهين "خسارة كبرى" واصفا الراحل ب"أسطورة السينما العربية" وأحد عمالقة الفن السابع الذي عرف مشواره الفني بالتميز والثراء والجرأة والصدق في طرح القضايا الاجتماعية والسياسية بمسحة إنسانية، في التعبير عن ذاته وتجسيد آمال وآلام الناس العاديين وذلك باقتحام مواضيع وحكايات لم تعتد السينما المصرية على معالجتها.