تنتشر في بعض أحياء العاصمة الماليزية كوالالمبور، التي تقطنها تجمعات صينية، مجسمات مصغرة لمعابد تقام قربها بعض الطقوس والشعائر الدينية الخاصة بالمعتقدات والفلسفات الصينية القديمة كالبوذية والطاوية والكونفوشيوسية. ويوجد عادة في هذه المعابد المصغرة تمثال صغير الحجم يختلف من معبد لآخر بحسب المعتقد، ويقوم بعض أتباع المعتقد من سكان المنطقة بإحضار بعض أنواع الحلوى والفواكه له، حيث تترك في بعض الأحيان أمام المعبد لفترة طويلة حتى تجف أو تفسد، وفي أحيان أخرى يرجعها صاحبها معه ليتناولها وأفراد عائلته للحصول على البركة والشعور بالطمأنينة، كما يقومون أثناء أداء طقوس العبادة التي يغلب عليها التأمل والتبتل بإشعال أعواد البخور بأنواعها المختلفة أمام التمثال. ويحرص من يقوم بشعائر العبادة على إشعال النار بجانب المعبد المصغر، حيث يخلط الأعشاب الناشفة وأعواد الخشب الصغيرة بأنواع من المساحيق المعطرة والبخور، التي تنبعث منها روائح زكية تعطر أجواء المكان. ويؤمن كافة أتباع هذه المعتقدات بأن القيام بهذه الطقوس، يجلب الحظ والسعادة والمال، ويقي من الحوادث والسرقات، بما فيها حماية للأطفال من التعرض لحوادث السير والاختطاف. أما في حال وجود هذه المعابد أو نسخها المصغرة في البيوت، فذلك يدل على التزام صاحب البيت القوي بمعتقده،حيث يسهل عليه ذلك المحافظة على أداء واجباته نحو معتقده في أوقات العبادة اليومية التي تكون على فترة صباحية قبل بدء يومه والذهاب إلى العمل وأخرى مسائية قبل خلوده للنوم.. وتعد لفائف البخور الخاصة بأداء الطقوس في المعابد الكبيرة لبعض المعتقدات، ما يكسبها أثرا معنويا وروحيا من ذلك المعبد، وتباع بأسعار زهيدة ليتسنى للجميع الحصول عليها . يشار إلى أن السكان في ماليزيا ينقسمون إلى ثلاثة أعراق رئيسة هم المالاويون المسلمون الذين يشكلون الغالبية بنسبة تقترب من ستين بالمئة، يليهم الصينيون بمعتقداتهم المختلفة وأهمها البوذية والمسيحية والذين يشكلون ربع السكان تقريباً، ثم الهنود وغالبيتهم من الهندوس ويشكلون نحو اثني عشر بالمئة.