اكتمل مشروع حماية الآثار الذي استمرّ 8 سنوات مؤخرا ببكين، وخلال السنوات الثماني الماضية وظّفت بلدية بكين 930 مليون يوان صيني في ترميم وحماية الآثار، وحققت نتائج مرموقة، وبكين مدينة تاريخية وثقافية مشهورة بالعالم ويوجد بها عدد كبير من الآثار، وفضلا عن مواقع التراث العالمي مثل القصر الإمبراطوري والمعبد السماوي وسور الصين العظيم، يوجد بها أكثر من 3500 أثر مثل الحدائق الإمبراطورية والمباني الدينية والمساكن الشعبية·
وأوضح السيد شوي بينغ فانغ الخبير الصيني المشهور في مجال الآثار قائلا لإذاعة الصين الدولية "تتمتّع المدن الصينية القديمة بتاريخ عريق جدّا وشهدت تطوّرا مطردا خلافا للمدن الأوربية، إنّ الأحياء القديمة ببكين تم بناؤها في عهود "يوان" و"مينغ" و"تشينغ" الملكية، ويمكن القول إنها تمثّل قلب المدن الصينية القديمة في عملية تطوّرها، ويوجد أكثر من نصف الحضارة الصينية في المدن القديمة، لذلك تُعتبر المدن الصينية القديمة أهم تراث تاريخي وثقافي بالصين·" اعتبارا من عام 2000 بدأت بكين ترميم وحماية الآثار غير المنقولة، وفي عام 2002 بدأ تطبيق "خطة حماية المحميات التاريخية والأثرية داخل الأحياء القديمة ببكين خلال 25 سنة" و"خطة حماية بكين كمدينة تاريخية وثقافية مشهورة"، وبعد ذلك جرى ترميم أكثر من 100 مبنى أثري بها على التوالي، وأوضح السيد كونغ فان تشي مدير هيئة الآثار ببكين قائلا: "نركّز هذه المرة على حماية وترميم المواقع الستة المدرجة ضمن التراث العالمي، أوّلا حماية القصر الإمبراطوري وما يجاوره، ثانيا حماية المعبد السماوي ومتحف إنسان بكين "بتشو كو ديان" والقصر الصيفي وسور الصين العظيم، كما تمّ ترميم مقبرتين ضمن المقابر الإمبراطورية ال13 " · وبعد تحقيق نتائج مرحلية عام 2003 بدأت بلدية بكين خطة حماية الآثار من أجل استضافة الأولمبياد لمدة 5 سنوات، حيث وظّفت 600 مليون يوان صيني لترميم دفعة من البوابات والمعابد والمباني الإمبراطورية مثل معبد كونفوشيوس والمدرسة الإمبراطورية القديمة "قو تسي جيان"، وقال السيد وانغ يوي وي المسؤول بهيئة الآثار ببكين بأنّ ترميم معبد كونفوشيوس والمدرسة الإمبراطورية القديمة "قو تسي جيان" ينقسم إلى جزئين، أولا إفراغهما في المرحلة الأولى، إذ أنّ مدرسة "قو تسي جيان" كانت مستخدمة من قبل مكتبة العاصمة، وبذلت الحكومة جهودا كبيرة في إنشاء مبنى جديد للمكتبة حتى حلت مشكلة النقل، ثانيا حجم ترميمهما كبير جدا، وأثناء ترميمهما حاولنا المحافظة على ملامحهما المكتسبة من مختلف المراحل"، وأضاف السيد وانغ يوي وي أنّ معبد كونفوشيوس والمدرسة الإمبراطورية القديمة "قو تسي جيان" سيفتتحان لعامة الناس بعد ترميمهما، الأمر الذي يساعد الزوار في التعرّف على تاريخ التعليم والبحوث الأكاديمية في قديم الزمان بالصين· وفي أعمال حماية الآثار وترميمها بادر خبراء الآثار ببكين بالتعاون مع نظرائهم الأجانب، مثلا أثناء ترميم القصر الامبراطوري تعاون الخبراء الصينيون مع الخبراء الإيطاليين في تحليل الأضرار التي تعرّضت لها الرسوم الملوّنة والطوب· وتعاون الخبراء الصينيون والأمريكيون في حماية الرسوم الملوّنة بمعبد شيان نونغ تان المكان الامبراطوري لتقديم القرابين للآلهات والأجداد· وحتى الآن اكتمل ببكين بصورة أساسية مشروع حماية الآثار الذي استغرق 8 سنوات، ولكن السيد كونغ فان تشي مدير هيئة الآثار ببكين أوضح أنّ المشروع نتيجة مرحلية فقط، إن بكين عاصمة قديمة، لذلك سيواصلون تعزيز أعمال حماية الآثار بصورة دؤوبة في المستقبل، وقال : "يتمثّل جوهر أعمال حماية الآثار في المستقبل في المجالات التالية، أولا مواصلة وتعزيز الترميم، ثانيا تنظيم البيئة المحيطة بالآثار وثالثا تعزيز حماية الدور الرباعية والأزقّة التقليدية ببكين·" وأضاف السيد كونغ أن بكين ستستضيف الأولمبياد هذا العام، وهذه فرصة سانحة جدا يمكن من خلالها تعزيز أعمال حماية الآثار ببكين، ومن أجل أداء أعمال حماية الآثار بعد أولمبياد بكين بصورة أفضل، قرّرت بلدية بكين تطبيق "خطتين متوسطة وطويلة الأمد لترميم وحماية والاستعانة بالآثار" في الفترة ما بين عام 2008 وعام 2015، حيث ستوظّف 150 مليون يوان صيني سنويا في حماية الآثار·