كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يلاعب حفيديه الحسن والحسين وكانا يركبان على ظهره فمر أحد الصحابة ورأى هذا المنظر الجميل فقال: - ( نعم الركوبة ركبتما ).. حيث ركبا على أشرف الخلق وسيدهم - صلى الله عليه وسلم - فرد الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله: (بل نعم الراكبان هما) .. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتبسط مع الصغار ويجرى بينهم مسابقة الجري فيصفهم صفاً واحداً ويقف بعيداً عنهم ويقول من يأتيني أولاً فله كذا ( يعنى يعده بجائزة ) فينطلق الصغار نحوه ومن يسبق منهم يعطيه ما وعد به - صلى الله عليه وسلم - وكان أنس فتى صغيراً يخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكان يعامله معاملة طيبة فإذا تكاسل عن فعل شيء وإذا أتلف شيئاً أثناء العمل لا يلومه - صلى الله عليه وسلم - ولا يعاقبه وأرسله ذات مرة لحاجة فلم يذهب مباشرة لقضائها وأخذ يلعب مع الغلمان فمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فابتسم وقال له بكل رقة وتدليل " يا أنس اذهب حيث أمرتك".. وكان لغلام صغير اسمه (عمير) طائر صغير اسمع (النغير) وكان الطائر مريضاً فحزن الغلام عليه.. فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشارك الغلام اهتماماته وأحزانه ومشاعره ويسأله كلما رآه قائلاً: (يا عمير ما فعل النغير).