وقال ناطق باسم الوزارة أن "مسألة الانسحاب تبحث الآن وسيتخذ قرار عندما تستقر الأوضاع في المنطقة"، وأضاف أن "ما يجري الآن يحتمل أن يكون تحضيرا وليس الانسحاب الحقيقي". وكان قائد القوة الروسية في غوري في وسط جورجيا الجنرال فياتشيسلاف بوريسوف قال أن الأرتال تتحرك من تسخينفالي إلى روسيا بأمر من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف. ولم يحدد بوريسوف موعدا لاستكمال الانسحاب، لكنه قال أن القوات بدأت تعوض بقوات حفظ سلام روسية، وباتت الحركة على الطرق ممكنة للمساعدات الإنسانية وللجورجيين. ورفضت روسيا قبل ذلك تحديد موعد لبدء الانسحاب، بحجة أنه يتطلب ترتيبات أمنية ميدانية وأن اتفاق وقف إطلاق النار مع جورجيا لا يتضمن جدولا زمنيا للانسحاب من أوسيتيا الجنوبية، وقال وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن القوات ستبقى ما دامت هناك حاجة إليها،ولا تزال قوات روسية تسيطر على ثلاث مدن في جورجيا أهمها مدينة "غوري" الإستراتيجية، وتتمركز على بعد 40 كيلومترا من العاصمة الجورجية تبليسي. وذكرت مصادر إخبارية أن القوات الروسية تقيم نقطتي تفتيش على الطريق إلى غوري على مسافة لا تزيد عن عشرة كيلومترات عن القوات الجورجية المتمركزة خارج تبليسي، وقد اتهم رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي القوات الروسية بالتحرك لاحتلال مدينتي "كاشاري" و"بورجومي" جنوب غرب أوسيتيا الجنوبية. وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن اتفاق وقف إطلاق النار -الذي أنهى حربا استمرت خمسة أيام- ينص على انسحاب القوات الروسية من البلدات الجورجية التي دخلتها، لكن مكتب ساركوزي الذي نشر نص رسالة وجهها إلى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أشار إلى أن ترتيبات أمنية إضافية تتضمن حق روسيا في التوغل كيلومترات داخل جورجيا، على أن يقتصر الأمر على جوار أوسيتيا الجنوبية المباشر. وبدأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زيارة لتبليسي تدوم يوما واحدا للقاء ساكاشفيلي، تأتي بعد لقاء مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في منتجع سوشي الروسي، وصفت فيه استعمال روسيا القوة في جورجيا بأنه غير متوازن، ودعت إلى تطبيق فوري لوقف إطلاق النار وسحب القوات الروسية من جورجيا. من جهته شدد الرئيس الأمريكي جورج بوش على وجوب انسحاب روسي، وعلى أن إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية جزء من جورجي، وأعرب -بعد اجتماع في تكساس أمس بنائبه ديك تشيني ووزيري الدفاع روبرت غيتس والخارجية كوندوليزا رايس- عن تفاؤله باتفاق وقف إطلاق النار.