أثار الاعتداء الإجرامي الذي استهدف صبيحة أمس مدرسة الدرك الوطني بمدينة يسر، ولاية بومرداس ردود فعل داخل وخارج الوطن، حيث أعربت العديد من الدول عن إدانتها لهذا العمل الإرهابي الذي استهدف مواطنين أبرياء والذي خلف حسب آخر حصيلة 43 قتيلا و45 جريحا. قدم الشعب الأمريكي والحكومة الأمريكية تعازيهم لعائلات ضحايا العملية الانتحارية التي استهدفت صباح أمس المدرسة العليا للدرك الوطني بيسر والعملية الإرهابية التي استهدفت قوات الأمن بسكيكدة يوم الأحد الماضي. وعبرت سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر في بيان " عن مواساتها وتعاطفها مع عائلات الضحايا ومع كل الجرحى، كما أدانت بشدة أعمال العنف ضد الشعب الجزائري. وتعهدت الولاياتالمتحدة بمساعدة الحكومة الجزائرية بكل الوسائل الممكنة لإحالة مرتكبي هذه الأعمال الشنيعة على العدالة، مؤكدة في نفس السياق مواصلة دعمها للشعب الجزائري في تحقيقه للسلم والازدهار وفي محاربته لقوى الشر والحقد". من جهتها، نددت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي بالاعتداء الإجرامي وعبرت عن تضامنها مع السلطات الجزائرية والوقوف إلى جانبها في مثل هذه الأوقات وفي مكافحتها للإرهاب" وأضاف البيان أنه " مرة أخرى تم استهداف الشعب الجزائري من خلال عمليات إجرامية جبانة مغتنمة الفرصة لتقديم التعازي لعائلات الضحايا وذويهم". هذا وأدان الوزير الأول التركي، رجب طيب أردوغان، الاعتداء الإرهابي وأعرب في كلمة ألقاها خلال مأدبة غداء أقيمت على شرف الوفود المشاركة في قمة إفريقيا-تركيا عن تضامنه مع الشعب الجزائري. كما لم تفوت الخارجية الإسبانية الفرصة لإدانة العمل الإجرامي وجاء في بيانها أمس إن "الحكومة الاسبانية تندد بشدة الهجوم الانتحاري الذي استهدف ثكنة الدرك الوطني بمدينة يسر". من جهتها أدانت الحكومة السورية التفجير الانتحاري وقالت الخارجية السورية في بيان لها نشرته مواقع إعلامية أن "سوريا تعرب عن أسفها وتعازيها لذوي الضحايا وتؤكد تضامنها مع الجزائر الشقيقة ووقوفها إلى جانبها في وجه محاولات الغدر والإجرام التي تسعى إلى العبث بأمنها واستقرارها". وعلى الصعيد الداخلي استنكر قياديي وإطارات ومناضلي حزب جبهة التحرير الوطني العمل الإجرامي الذي استهدف بعض الشباب المتوجه لأداء امتحان مهني بمدرسة الدرك الوطني، حيث قال بيان الأفلان أن " الدمويين يؤكدون مرة أخرى خروجهم عن الشرع والقانون والقيم الانسانية ويعبرون عن فشلهم الأكيد وانفصالهم عن الشعب الجزائري الذي يدين ويتبرأ من مثل هذه الأعمال الشنيعة ويقف ضد هذه الأعمال اليائسة". كما أدان حزب التجمع الوطني الديمقراطي العمل الإجرامي الذي استهدف مدرسة الدرك الوطني وجدد دعمه ومساندته لقوات أمن الجمهورية الواقفة ليلا ونهارا من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية التي أصبحت تلجأ إلى الأعمال الانتحارية بهدف زعزعة استقرار البلاد. واغتنم الأرندي الفرصة ليناشد من جديد كل القوى الحية في البلاد للتجنيد و اليقظة لسد الطريق أمام المجرمين الذين يضيف البيان " هم دعاة التدمير و التخريب". كما نددت حركة مجتمع السلم "أشد التنديد" بالعمل الإجرامي وجاء في بيان للحركة بأن هذا العمل يحاول "عبثا الانتقام من الشعب الجزائري الرافض لهذه العصابة المجرمة ولأعمالها الإرهابية والتشويش على مسار السلم والمصالحة الوطنية والاستقرار والتنمية". واعتبرت حركة مجتمع السلم أن هذه العملية الإجرامية وغيرها من العمليات "تهدف الى استقطاب الرأي العام ووسائل الإعلام المحلية والدولية للتغطية على الهزائم التي منيت بها أخيرا لإيهام الرأي العام أنها حاضرة وفاعلة قصد التمويه على عزلتها وانحسارها المتزايد". من جهتها نددت حركة النهضة بشدة الأعمال الإجرامية التي قالت أنها تضاف إلى جرائم الاعتداء على الأرواح والممتلكات والتي تقترفها كما يقول أصحاب البيان عصابات إجرامية لم يبق لها أي غطاء ديني ولا سياسي. ودعت الحركة بالمناسبة الجزائريين " شعبا وحكومة وأحزابا ومجتمعا مدنيا خاصة والأمة على مشارف شهر الرحمة والغفران الى بذل المزيد من اليقظة والتجند لمحاصرة هذه الآفة الآخذة في الاستفحال". ودعت حركة النهضة في بيانها الطبقة السياسية وكذلك فعاليات المجتمع المدني إلى التصدي بقوة لهذه الجرائم الشنعاء وجددت دعوتها للقضاء على أسباب الأزمة التي تنخر جسد الأمة ومعالجة آثارها المختلفة من خلال إزالة العوامل المغذية للإرهاب وتجفيف منابعه. وعن جانب المجتمع المدني عبرت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء عن استنكارها للعمل الإجرامي الذي استهدف مدرسة الدرك الوطني بيسر وأعربت عن وقوفها و قفة ترحم وإجلال على روح الضحايا الأبرياء متمنية الشفاء العاجل للجرحى. وحثت المنظمة في بيانها الشعب الجزائري إلى الوقوف ضد الهمجية الإرهابية الدخيلة على الشعب الجزائري والمدعمة من أعداء الرسالة النوفمبرية بالداخل والخارج.