ومن المنتظر أن تلتقي وزيرة الخارجية الجورجية إيكا تكيشيلاشفيلي مع عدد من نظرائها في الناتو بينهم وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا في إطار اجتماع طارئ سيعقد في مقر الحلف بالعاصمة البلجيكية، وقال المتحدث باسم البعثة الجورجية لدى الأطلسي أن الوزيرة تكيشيلاشفيلي ستشارك في هذا اللقاء لكونه مخصصا لبحث النزاع العسكري بين جورجيا وروسيا.ومن المتوقع أن يجدد الحلف تضامنه مع تبليسي ووعده لجورجيا وأوكرانيا بضمهما إلى صفوفه على الرغم من الدعوات الروسية للحلف إلى اتخاذ موقف "متوازن" من هذا النزاع وعدم المضي في سياسته التوسعية نحو الشرق، وفي هذا الإطار أشارت مصادر إخبارية إلى أن بعض الدول مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا لا تريد الاستعجال في ضم هاتين الدولتين حرصا منها على عدم توتير العلاقات مع روسيا، ونقلت ذات المصادر عن دبلوماسي في الحلف أن بعض الدول ترى أنه من غير المناسب استعداء روسيا متسائلا عن تداعيات الأمور المحتملة لو أن الحلف وافق في قمته الأخيرة على ضم جورجيا التي كانت ستورط الحلف في مغامرة عسكرية يقوم بها "سياسيون غير ناضجين"، من جانبه اعتبر وزير الخارجية البريطاني ديفد ميليباند أنه يتعين على حلف شمال الأطلسي تأكيد التزامه بضم جورجيا وأوكرانيا إلى صفوفه. وأضاف الوزير البريطاني أنه يجب على الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي وعبر قرارات الأممالمتحدة تعزيز دعمهما لكل من جورجيا وأوكرانيا بالتوازي مع توجيه رسالة واضحة لروسيا على خلفية "مغامراتها واعتدائها"، وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس قد أعلنت أول أمس أن حلف الأطلسي سيجدد التأكيد على إمكانية انضمام جورجيا وأوكرانيا إليه لمنع موسكو من تحقيق "هدفها الإستراتيجي" بتسديد ضربة إلى توسيع الحلف.لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الحلف لن يسرع عملية انضمام الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين وأن البحث في هذه المسألة متروك لاجتماع الحلف المقرر في ديسمبر المقبل. وحذرت رايس -التي كانت تتحدث إلى الصحفيين على متن الطائرة التي أقلتها إلى بروكسل- روسيا من تداعيات ما وصفته باللعبة الخطيرة التي تمارسها مع الولاياتالمتحدة والأطلسي مؤكدة أن الغرب سيمنع روسيا من تحقيق نصر إستراتيجي من هجومها على جورجيا. وتأتي هذه التحركات وسط تشكيك أمريكي في جدية الانسحاب الروسي من الأراضي الجورجية، في الوقت الذي اعتبرت فيه فرنسا على لسان وزير خارجيتها أن مسألة الانسحاب خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وكانت القيادة الروسية قد أعلنت بدء انسحابها من الأراضي الجورجية مشيرة إلى أن سحب كامل قواتها قد يستغرق عدة أيام. وأوضح مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة أن الأموال ستقدم لتسع وكالات دولية بينها المفوضية العليا للاجئين والصندوق من أجل الطفولة "يونيسف" وإلى 16 منظمة غير حكومية لتقديم المساعدة إلى أكثر من مائة ألف شخص نزحوا داخل حدود جورجيا خلال الأشهر الستة الماضية.