لا يختلف اثنان في كون عاصمة الشرق الجزائري قسنطينة لم تعرف أزمة نقل بالحدة التي تشهدها هذه الأيام، حيث صار ضمان وسيلة نقل يومية هاجسا يؤرق المواطنين خاصة الموظفين منهم، ويستدعي في غالب الأحيان الهروب مبكرا من أماكن العمل كون النقل غير مضمون بعد الخامسة مساء سيما صوب مدن حامة بوزيان وعين السمارة وبدرجة أقل الخروب. ويكفي أن يقف المرء للحظات بمحطة عوينة الفول بوسط مدينة قسنطينة ليقف على الجحيم بعينه وحالة غليان وفوضى كثيرا ما تنتهي بمشادات.. هناك يتسابق المواطنون للظفر بمكان في سيارات الأجرة التي تضمن خط قسنطينة حامة بوزيان مرورا بأحياء عديدة منها المنية وجبلي والشركات الواقعة على الطريق الوطني رقم 3 الرابط بين قسنطينة وعنابة، وغير بعيد عنها وأمام فندق سيرتا بقلب المدينة يتكرر المشهد مع المقيمين بمدينة الخروب والقطاع الحضري سيدي مبروك، فالحصول على مكان في سيارة الأجرة يعتبر بمثابة انتصار كبير يحدث ذلك وسط لعبة قط وفأر يومية بين رجال الشرطة وسائقي سيارات الأجرة. أزمة النقل الحادة وسط اختناق قلب المدينة وحركة مرور ميزها الازدحام والملل وكثرة استعمال المنبهات التي أبانت خبرة فرنسية أنه ليس من السهل تجاوزها ويقول بشأنها مدير النقل الولائي السيد جويني في اتصال أجريناه معه إنه سيجد الحل مع بدء تشغيل الترامواي التي زادت انطلاق أشغاله بداية الشهر الجاري متاعب إضافية للمواطنين في أعقاب غلق عدة طرق ومسالك وتحويل محطات بأكملها كانت تتمركز بوسط المدينة إلى جهات يراها المواطنون بعيدة، كمنطقة جواد الطاهر والفج، ما صعب مهمة المسافرين ومستعملي الحافلات على وجه الخصوص والناقلين على حد سواء، فالمواطن يشتكي غياب النقل والناقل يتحدث عن إفلاس مبرمج إن استمرت الأوضاع على حالها ويبدو جليا أنها ستستمر لسنوات بالنظر لمدة انتهاء مشروع الترامواي وغياب سياسة جادة لمبارحة الأزمة القائمة زيادة على ظاهرة منع توقف سيارات الأجرة ولو لإنزال الركاب للحظات فقط بوسط المدينة. ومن جهته يرى رئيس الاتحاد الوطني لسائقي سيارات الأجرة لمنطقة الشرق وعضو المكتب الوطني السيد بن شريف، أن أزمة النقل خاصة على مستوى سيارات الأجرة وراءها البلدية واللجنة الولائية التي تتخذ إجراءات خلال الاجتماعات لكنها غالبا ما لا تطبق ميدانيا.