لم يتطرق رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، للأزمة الداخلية التي تعصف بحزبه الأيام الأخيرة، جراء قرار مجموعة من النواب الخروج عن طاعة القيادة الوطنية واتهامات البعض بالانضمام إلى حركة الإخوان المسلمين لمصر، بالإضافة إلى اتهامات قائد الكشافة الإسلامية، نور الدين بن براهم، الذي وجه له أصابع الاتهام بمحاولة ضرب استقرار جمعيته بعد رفضه تحويل مبلغ 4 ملايير سنتيم لحساب حركة حمس لتمويل المؤتمر. بدا أبو جرة سلطاني أثناء افتتاح أشغال الجامعة الصيفية لحمس، الأربعاء الماضي ببومرداس، وكأنه لم يحدث شيء في حركته التي خرجت من المؤتمر الأخير منشطرة رغم محاولات الصلح مع منافسه عبد المجيد مناصرة، حيث تفادى التطرق إلى كل المواضيع التي تم من خلالها اتهام حركته "بالتخلاط" في كل الاتجاهات. ودعا رئيس حركة مجتمع السلم في كلمته الافتتاحية للجامعة الصيفية الثامنة إلى مصالحة وطنية شاملة فوق كل الألوان السياسية من شأنها المساهمة في بناء جسور عالية من الثقة المتبادلة بين المواطن ودولته. وأوضح سلطاني بأن تحقيق هذا الهدف السامي لا يكون إلا بالمصالحة مع الذات وبفتح قنوات الحوار في كل الاتجاهات من أجل التعارف والتفاهم والتعاون وتجديد العلاقات. وأضاف رئيس حركة حمس بأن هناك حاجة لإعادة النظر في كل أشكال العلاقات في المجتمع وعلاقة الأحزاب السياسية والمنظمات والهيئات بالواقع الوطني وبمسائل الإصلاح السياسي والاجتماعي للمساهمة في استكمال بناء دولة الحق والقانون والحكم الراشد. ومن وجهة نظر حركة حمس، فإن كل جهود الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لا تستطيع تحقيق أهدافها من دون مصالحة عميقة يعاد من خلالها تحسيس المواطن بانتمائه الكامل لوطنه وشعوره بأنه شريك كامل في الحقوق والواجبات. كما دعا سلطاني بالمناسبة إلى ضرورة تجاوز آثار المأساة الوطنية عن طريق "الحوار"، معتبرا أن "وضع البلاد مقبول مقارنة بما كنا فيه قبل 10 سنوات نظرا لفرص الإصلاح وأسباب الإقلاع التنموي التي باتت متوفرة والإرادة السياسية العازمة على تغيير وجه الجزائر رغم الكوابح الداخلية والضغوط الخارجية" التي وكأنها حسب قوله "متفقة" على جعل مصالحها الضيقة فوق المصلحة الوطنية.