يبدو أن فصول الصراع داخل الكشافة الإسلامية الجزائرية لا يزال طويلا، ففي الوقت الذي أفاد فيه أمس بيان صادر عن اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر برئاسة بن براهم أنه تقرر عقد المؤتمر الاستثنائي يومي 24 و25 سبتمبر الجاري، أعلنت من جهتها الهيئة الوطنية لتقويم مسار الحركة الكشفية، في ندوة صحفية، أنها ستعقد مؤتمرها الوطني الاستثنائي قبل نهاية السنة معتبرة المؤتمر الذي دعا إليه بن براهم غير شرعي. ف.بعيط عقدت أمس الهيئة الوطنية لتقويم مسار الحركة الكشفية ندوة صحفية نشطها بمقر محافظة ولاية الجزائر العاصمة، كل من عبد الكريم مشاي عضو القيادة العامة مفوض العلاقات الدولية، وخليفة كروم مسؤول وطني للتدريب والتأهيل القيادي إضافة إلى يوسف سرير محافظ ولاية العاصمة، بحيث تم الكشف على أن الهيئة قررت عقد المؤتمر الاستثنائي قبل نهاية السنة وأنها ليست مستعجلة في ذلك بل ستأخذ وقتها الكافي، كما أعلنت عن لقاء عادي ستعقده الأسبوع المقبل اللجنة الوطنية المكلفة بتحضير المؤتمر لاتخاذ القرارات المناسبة والإجراءات التقنية ناهيك عن تنظيم ندوة وطنية جامعة لإطارات الحركة الكشفية في الأيام القليلة المقبلة. من جهتها أصدرت أمس الكشافة الإسلامية الجزائرية بيانا أعلنت فيه أنها قررت عقد المؤتمر يومي 24 و25 سبتمبر الجاري وأوضحت أن ذلك جاء بعد اجتماع اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر التي ترأسها القائد العام للكشافة الإسلامية، نور الدين بن براهم. وقد وصفت هيئة تقويم الحركة الكشفية، في ندوتها الصحفية، المؤتمر الاستثنائي الذي دعا إليه بن براهم بغير الشرعي كون هذا الأخير يدعو إليه ثلثي المجلس الوطني وليس شخص القائد العام موضحة أن البيان الختامي للمجلس الوطني الذي عقده بن براهم لم يتضمن الدعوة للمؤتمر، كما اعتبرت دورة المجلس الوطني التي عقدها بن براهم في فندق الأروية الذهبية غير شرعية كونها عُقدت بقائمة مزورة دون مراعاة إجراءات ضبط العضوية وبيان الحضور. كما كشف منشطو الندوة الصحفية عن رفع الهيئة لدعاوى قضائية ضد بن براهم تتعلق بالخروقات التي ارتكبها وإقصائه غير الشرعي لما يعادل 20 عضوا من المجلس الوطني وتزوير وثائق رسمية، إضافة إلى دعوى حول الخروقات المالية ودعوى قضائية أخرى حول دليل الصحة الإنجابية الذي يُعرض الشباب الجزائري إلى الخطر كونه يعتبر العلاقات الجنسية في معالجته لها، شيء طبيعي وليس شيء مُحرم، وقد اعتبر المتحدثون الدليل المذكور دعوة لنشر الرذيلة والفساد في أوساط الكشفيين ودعوة للإباحية وهو ما يتعارض مع مبادئ المجتمع الجزائري وأعلنوا تبرئهم منه. وكذب هؤلاء أن يكونوا قد سعوا إلى الصلح مع بن براهم، خلال دورة المجلس الوطني الأخيرة مؤكدين أن ما حدث هو وساطة قام بها بعض الأشخاص وانتهت برفضهم تقديم الاعتذار كما أراد بن براهم باعتبارهم يروا أنفسهم على حق في كل ما صرحوا به، كما أوضحوا بأن التدافع الذي تم بفندق الأروية الذهبية كان بين الكشفيين وليس مع الأمن أو عمال الفندق وأن ذلك لم يتم بالشكل الذي تم الترويج له عبر بعض الصحف الوطنية. كما تعجبوا لإقدام بن براهم على تعيين بكل من الشلف وعين الدفلى أشخاص ينتمون إلى حركة مجتمع السلم، رغم كونه وجه اتهامات لهذا الحزب بأنه يقف وراء ما يحدث داخل المنظمة. في سياق متصل، أعلنت الهيئة الوطنية لتقويم مسار الحركة الكشفية أنها ستواصل الإجراءات القانونية مع القضاء والداخلية والهيئات ذات العلاقة من أجل إصلاح الانحراف الخطير الذي تشهده الكشافة الإسلامية الجزائرية، كما ستواصل العمل والنشاط الميداني مع مؤسسات الدولة وهيآت المجتمع المدني لتلبية احتياجات المجتمع والمساهمة في مشروع التنمية الشاملة ومسار المصالحة الوطنية.