لم يكتف القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، نور الدين بن براهم، بتوجيه ضربة موجعة لخصومه المنشقين عنه، بل تجاوز ذلك فقام بلمّ شمل الأسرة الثورية وجمع كل المنظمات الجماهيرية التي وقفت إلى جانبه، حتى أن بعضها راح يندد بتصرفات رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني. أكد العديد من رؤساء المنظمات الجماهيرية الذين حضروا أشغال المؤتمر الاستثنائي للكشافة الإسلامية الجزائرية، نهاية الأسبوع بقصر الأمم "نادي الصنوبر"، أن "حضورهم كان رمزيا ويؤكد دعمهم المباشر للقائد العام، نور الدين بن براهم، الذي عانى في الأشهر القليلة الماضية من ضغوطات كبيرة من قبل قيادة حمس، التي كانت تريد بسط نفوذها على المنظمة الكشفية وانضوائها تحت لوائها". وقال بن براهم إنه "قام بدعوة جميع المنظمات التي وقفت إلى جانب الجزائر في الأوقات الصعبة وسماها منظمات "باتريوت" وقد جاءت لتؤكد دعمها للوطنيين وأن المنظمة الكشفية منظمة وطنية غير قابلة للابتلاع من طرف أي حزب سياسي". وقد اقتصر الحضور على وزراء ونواب حزبي الأفلان والأرندي، حيث حضر عن الحزب الأول، وزيري التضامن الوطني والأسرة والجالية والشباب والرياضة وعن الأرندي، وزير المجاهدين والشؤون الدينية والأوقاف. واعتبر بن براهم هذا الحضور المتميز بمثابة استعراض للقوة التي يتمتع بها هذا القائد العام ورسالة مشفرة إلى رئيس حركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، الذي يبدو أنه وجد نفسه في موقع لا يحسد عليه جراء مثل هذه المواقف لاسيما وأن بن براهم توعد بالكشف عن شريط سمعي يتضمن تحريض مناضلين من حركته للاستيلاء على أموال المنظمة الكشفية. وندد عدد من رؤساء المنظمات الجماهيرية التي حضرت المؤتمر "بمحاولات القيادات السياسية تضييق الخناق على رؤساء المنظمات والعمل على محاولات امتصاصها واستغلالها لأغراض انتخابية" وهي إشارة واضحة "لمن كان وراء الأحداث الأخيرة التي شهدتها الكشافة الإسلامية". وتمكن بن براهم من تجنيد الأمناء العامين للمنظمة الوطنية للمجاهدين، الاتحاد العام للعمال الجزائريين، المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، المنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين، التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء والمنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب. أما رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح، عيسى بلخضر، فلم يفوت الفرصة لفتح النار على رئيس حركة مجتمع السلم، دون ذكره، وأشار إلى "وقوفه إلى جانب بن براهم ومنظمته الكشفية كونه على دراية بأن ما يعانيه سبق له وأن عانى منه جراء "تخلاط" الجناح الموالي لرئيس حركة حمس والذي كاد يعصف بهذه الجمعية الخيرية العريقة.