ومن بين السجناء الذين أفرج عنهم سعيد العتبة 57 عاما من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وهو أقدم سجين فلسطيني في السجون الإسرائيلية، وقال العتبة "هذا عرس كبير وفرحة كبيرة لأمهاتنا وشعبنا لكن تبقى خطوة صغيرة لن تكتمل إلا بإطلاق سراح كافة الأسرى." واعتقل العتبة عام 1977 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بالتورط في تفجيرات أدت إلى مقتل إسرائيلية وأصابت العشرات. وقال مارك ريجيف المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت "ليس من السهل الإفراج عن السجناء خاصة السجناء الذين شاركوا مباشرة في أعمال إرهابية ضد المدنيين الأبرياء." وارتدى بعض السجناء قمصانا عليها صور عباس والزعيم الراحل ياسر عرفات مشيرين بعلامة النصر من نوافذ الحافلات التي نقلتهم من سجن عوفر إلى مدينة رام الله في الضفة الغربيةالمحتلة. وبدأت عملية الإفراج قبل ساعات من موعد الوصول المقرر لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس إلى إسرائيل والتي ستحاول تحفيز الجهود لإحراز تقدم نحو معاهدة السلام التي تقول واشنطن أنها ما زالت تأمل في التوصل إليها بحلول نهاية العام. وتأمل إسرائيل أن تزيد عملية الإفراج من التأييد الشعبي لعباس الذي فقدت حركة فتح التي يتزعمها السيطرة على قطاع غزة بعد أن سيطرت عليه حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في العام الماضي كما تأمل أن تظهر للفلسطينيين أن الحوار يمكن أن يحقق نتائج. ويوجد نحو 11 ألف سجين فلسطيني في السجون الإسرائيلية ويمثل الإفراج عنهم قضية بالغة الحساسية لدى المجتمع الفلسطيني، وأضاف ريجيف أن اسرائيل ترى أن عملية الإفراج "إجراء لبناء الثقة ولفتة" لعباس وقد تعزز من موقف حركة فتح التي فقدت السيطرة على قطاع غزة في العام الماضي و"تعمل على تقوية عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية"، وقال يارون زامير المتحدث باسم مصلحة السجون الإسرائيلية انه كان من المقرر في بداية الأمر الإفراج عن 199 سجينا ولكن تم التحفظ على سجين في اتهامات جنائية منفصلة، وعارض عدد من الوزراء بالحكومة الإسرائيلية الإفراج عن سجناء فلسطينيين "لطخت أيديهم بالدماء" وهو مصطلح إسرائيلي للهجمات التي أسفرت عن مقتل أو إصابة إسرائيليين ولكن لجنة وزارية صدقت على القائمة قبل أسبوع. وكان أكثر من نصف السجناء الذين وردت أسماؤهم في قائمة المفرج عنهم سيكملون عقوباتهم في العام المقبل ولكن 43 سجينا ما زال أمامهم خمس سنوات على الأقل لإتمام العقوبة. ولا تزال مفاوضات الحل النهائي التي أطلقت في مؤتمر أنابوليس عالقة عند قضايا أساسية، هي حدود الدولة الفلسطينية الموعودة ومستقبل القدس والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقضية اللاجئين.