الأيام الجزائرية رام الله ( وكالات): أكد محامي «مروان البرغوثي» عضو اللجنة المركزية لحركة فتح «خضر شقيرات» أن "«البرغوثي» مشمول في صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة "جلعاد شاليط" بأسرى في السجون الإسرائيلية"، نافيا بذلك ما ورد على لسان «سيلفان شالوم»، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي قال أن «البرغوثي» ليس مشمولا في الصفقة.؟ وقال "شقيرات" في تصريح لوكالة "آكي" الايطالية للأنباء أمس الثلاثاء "نحن على ثقة تامة بأن الأخ «مروان البرغوثي» على قائمة الأسرى الذين سيتم تحريرهم في صفقة التبادل، وكل ما عدا ذلك هو مجرد تخمينات لا تنم عن معرفة بتفاصيل ما يجري". ونقل "شقيرات" عن "البرغوثي" قوله قبل يومين "سيتم إطلاق سراح مئات الأسرى الذين فشلت المفاوضات والاتفاقات في إطلاق سراحهم، وليس أمام إسرائيل لاستعادة الجندي شاليط إلا طريق واحد" وهو "الموافقة على مطالب حركة حماس وعلى القائمة التي تقدمت بها، وأنا جزء من هذه الصفقة". لكن بنيامين بن اليعازر وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي قال أمس الثلاثاء أن إسرائيل "اقتربت جدا" من الاتفاق على مبادلة سجناء مع حماس وان كان لا يزال غير واضح هوية السجناء الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم بموجب الاتفاق. ويوجد زعماء من حماس في القاهرة لمواصلة المفاوضات التي تتوسط فيها مصر وألمانيا والمقرر أن يطلق في إطارها سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في قطاع غزة مقابل الإفراج عن مئات من الفلسطينيين من سجون إسرائيل. وقال مسؤولون قريبون من المحادثات الاثنين أن إسرائيل وافقت على أن يشمل الاتفاق الإفراج عن نحو 160 سجينا رفضت إطلاق سراحهم من قبل. ولكن الجانبين تفاديا الإعلان عن أسماء السجناء المدرجين على قائمة المفرج عنهم وحاولا التهوين من احتمالات حدوث انفراجة وشيكة. ولا يزال البرغوثي (50 عاما) يتمتع بشعبية ويتحدث بشكل واضح على الرغم من مرور خمسة أعوام أمضاها خلف القضبان ويصف بعض الفلسطينيين الناشط الفلسطيني بأنه نلسون مانديلا فلسطين وكشخص يستطيع توحيد الحركة الوطنية الفلسطينية المنقسمة على ذاتها اذا أطلقت إسرائيل سراحه. ويقضي البرغوثي عقوبة السجن مدى الحياة بعد أن اتهمته إسرائيل في عام 2004 بالقتل لدوره في الهجمات التي شنها نشطاء فلسطينيون على إسرائيليين أثناء الانتفاضة الثانية التي اندلعت في عام 2000. وكان ينظر إلى البرغوثي قبل سجنه كأحد المرشحين لخلافة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وهو منصب شغله الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد وفاة عرفات في عام 2004. وعلى الرغم من وجوده في السجن فهو لايزال ينظر اليه كخليفة محتمل لعباس. وقال بن اليعازر ان المساندة السياسية الواسعة للتوصل لاتفاق في بلد تعتبر فيه قضية شليط قضية رأي عام ستسرع من التوصل لذلك الاتفاق. وبن اليعازر ليس عضوا في مجلس الوزراء المصغر المعني بشؤون الامن والذي يجري مناقشات حول مسألة مبادلة السجناء. وقال لراديو إسرائيل "انني سعيد جدا لوشك اتمام هذا الاتفاق في القريب العاجل". وكان نشطون فلسطينيون قد أسروا شليط عام 2006 بعدما دخلوا إسرائيل عبر نفق من غزة. وربط زعماء إسرائيل بين أي تخفيف كبير للحصار المفروض على قطاع غزة وبين الإفراج عن الجندي. وتكهنت وسائل إعلام عربية بحدوث انفراجة بحلول عيد الأضحى يوم الجمعة. واتهمت حماس إسرائيل بالترويج لمثل هذه التكهنات في محاولة لتوليد ضغط شعبي فلسطيني للتسريع بإبرام اتفاق. وهناك ما يقرب من 11 ألف فلسطيني في السجون الإسرائيلية. وقال بن اليعازر انه مثل معظم الأعضاء الآخرين في مجلس الوزراء الإسرائيلي لم يعرفوا بعد أسماء السجناء الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم. ويعارض بعض الإسرائيليين الإفراج عن زعماء فصائل مسلحة. وبن اليعازر -وهو قائد عسكري سابق ووزير سابق للدفاع- بين الأصوات المطالبة بأن تخفف حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من شروطها بهدف تأمين الإفراج عن شاليط. وقال "هل نحن اليوم أقرب مما مضى. ردي بالتأكيد هو نعم. من الواضح أن الاتفاق سيكون له ثمن ومن الواضح أنه ستكون هناك أسماء قتلة عتاة في الاجرام. الحكومة ستقرر وأرجو أن يكون القرار ايجابيا". ومنع نتنياهو المسؤولين الإسرائيليين المشاركين في المفاوضات من التحدث بشأنها علنا. وقال الاثنين انه لم يتم التوصل لاتفاق وان إسرائيل بانتظار "توضيحات" لأحدث مطالب حماس. وفي غزة قالت حماس أن من السابق لأوانه توقع اتفاق وشيك وألقت باللائمة على إسرائيل في أي تعثر. وقالت الحركة في بيان أنها تواصل جهودها من خلال الأطراف المشاركة في ملف المبادلة للتغلب على العقبات التي يضعها "العدو الإسرائيلي". وكانت إسرائيل قد وجهت اتهامات مماثلة لحماس التي ساعدت الشهر الماضي في تسريع المحادثات من خلال بث شريط فيديو يثبت أن شليط (23 عاما) على قيد الحياة.