القذافي لم يستطع الغاء الفساد من الوزارات الليبية فقام بإلغاء الوزارات من الأساس كأسلوب ناجح لمحاربة الفساد ! ومعنى هذا الكلام أن الفساد في وزارات ليبيا الشقيقة أصبح لا يقدر على محاربته ولذلك وجب إلغاء الوزارات المتسببة فيه ! ولاشك في أن الشعب الليبي سيفرح عندما يسمع بأن حكومته قررت محاربة الفساد محاربة جذرية بردم المتسببين فيه ! دولة الكويت تكون قد سبقت ليبيا في مسألة توزيع عائدات البترول على المواطنين مباشرة .. حين قررت في العام الماضي منح 7 آلاف دولار لكل مواطن كويتي صبيا كان أم كهلا.. وقالت الكويت إن هذه المنحة هي حق المواطن الكويتي في ارتفاع ريع البترول ! وليبيا اليوم تقوم بتوزيع ثروة البترول مباشرة على المواطنين الليبيين وبدون وجود وزارات يمكن أن تحول العملية إلى فساد ! عندنا، قررت الحكومة منح قفة رمضان للمعوزين ومنح محفظة الدخول المدرسي للمعوزين أيضا .. ولكن صناع الفساد في الجزائر هم الذين يوزعون هذه الخيرات على المعوزين! الطريف في هذا الأمر هو أن الحكومة الجزائرية التي لا تفكر أبدا في إلغاء الوزارات كما فعلت ليبيا بسبب الفساد.. هذه الحكومة الجزائرية نجحت في رفع عدد المستفيدين من قفة رمضان هذا العام إلى قرابة المليونين من المستفيدين بعد أن كانت قبل 3 سنوات في حدود نصف مليون شخص فقط !.. ومعنى هذا الكلام أن الحكومة نجحت في توسيع الفقر بثلاثة أضعافه منذ ثلاث سنوات ! والأكثر غرابة من هذا هو أن عدد التلاميذ المستفيدين من المحافظ المدرسية تقول الحكومة أنه بلغ 4 ملايين طفل ..! وهذا يعني أن نصف الشعب الجزائري يحتاج إلى مساعدة! ما أريد قوله هو أن ليبيا الشقيقة التي تشتكي من الفساد الوزاري إلى حد إلغاء الوزارات لم يبلغ فيها الفساد حد السطو على محافظ الفقراء وقفاف المعوزين ! ولم يصل فيها الفساد إلى حد جعل الشباب يرمي نفسه في البحر هروبا من البلد ! ومع ذلك ضاقت ذرعا بالمفسدين في الوزارات وقررت حلها ! فلو كان فساد ليبيا بحجم فسادنا لقرر القذافي حل الدولة وليس الوزارات فقط...