اعترفت وزيرة الداخلية الفرنسية، ميشال اليوماري، بصعوبة مكافحة الإرهاب بسبب التغيير الذي طرأ منذ ست سنوات ونصف على هيكل القاعدة، فمن تنظيم مركز تحول إلى مجموعة شبكات مستقلة، وفي السنوات الأخيرة إلى تجمعات حول حركات مثل المجموعة السلفية للدعوة والقتال التي أصبحت تسمى القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وأضافت بمناسبة التصريح الذي نشرته جريدة "لوفيغارو"، أول أمس، أن الإرهابيين غيروا من خطتهم واستبدلوا الاعتداءات المنظمة والمخطط لها من قبل إلى هجومات غير مبرمجة (انتحارية) يقوم بها أشخاص تم جلبهم إلى التنظيم عبر الأنترنيت، وأحيانا لا ينتمي هؤلاء حتى إلى الشبكة، ولهذا يصعب جدا الإحاطة بهم ومتابعتهم. وأكدت اليوماري أنه يتم استعمال تكنولوجيات الإعلام والاتصال الجديدة، خاصة الانترنيت في الاتصالات بين الجماعات الإرهابية، ودعت بالمناسبة إلى أهمية تعزيز التعاون الأوروبي لأنه ضروري لضمان مراقبة فعالة للرسائل التي تتبادلها المجموعات الإرهابية. وقالت إنه تم اعتقال 55 نشيطا إسلاماويا بفرنسا منذ بداية السنة الجارية، مشيرة إلى تسجيل العديد من التدخلات لوضع حد لمجموعات متصلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، مضيفة أنه تم تسجيل مغادرة عشرة جهاديين فرنسيين نحو أفغانستان لتلقي التدريبات في الأعمال الإرهابية خلال السنة الجارية، مقابل اعتقال 89 نشيطا إسلاماويا السنة الماضية. وأعربت اليوماري عن قلقها، بعدما أصبحت السجون الفرنسية أماكن مفضلة للتوظيف بالنسبة للإسلاماويين الراديكاليين. وللتصدي لهذه الظاهرة اقترحت على نظرائها الأوروبيين إعداد كتيب حول الاسلاماوية في السجون، لمواجهة استغلال عناصر جديدة وضمها إلى التنظيم المسلح. ولدى تطرقها إلى العمليات التي شنت ضد الشبكات الإرهابية في فرنسا، أشارت أنه تم توقيف، مؤخرا، في ميلوز أشخاص يشتبه أن يكونوا أعضاء في مجموعة إرهابية لأسيا الوسطى لدعم تدريبات شبه عسكرية.