جدد موسى تواتي، رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موقف حزبه من الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث قال إن "المؤتمر الأخير "للأفانا" كشف علنية عن قرار مشاركته بمرشحه في الرئاسيات المقبلة التي يؤكد أنها ستسمح بتقييم الحزب على مستوى القاعدة "كون الحزب " لا يقبل أن يزكي أي واحد ولن يساند أو يدعم أي مترشح وسيدخل المعترك بمرشحه الذي سيتم الإعلان عن اسمه في وقته المحدد". وقال موسى تواتي خلال الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقر الحزب أن "تشكيلته السياسية ليست تنظيما جمعويا وإنما تحمل برنامجا سياسيا باستراتيجية دولة وأن مسؤوليه ليسوا من طينة المتهربين من المسؤولية ومادام قد قدم مسؤولين في البلديات والمجالس الولائية والبرلمان فبإمكانه تقديم مسؤولين في أعلى مستوى". وأثناء تطرقه للملف الأمني، ندد تواتي بالعمليات الانتحارية التي وقعت المدة الأخيرة وقال إن "الحل يكمن في العودة إلى مسببات الأزمة ومعالجة جميع ظواهرها وفتح أبواب الحوار مع جميع الأطراف التي بإمكانها المشاركة في وقف إراقة دماء الجزائريين الأبرياء". وانتقد المتحدث التوجهات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة وعلى رأسها الخوصصة التي أدت - حسبه - إلى تفاقم الجبهة الاجتماعية مثلما أعلن عنه رئيس الجمهورية"، ويواصل تواتي قائلا عنه "لقد تفطن إلى مقالب صناديق السيادة ووقف ضدها ومثل هذا العمل لا ينبغي سوى تدعيمه كونه يهدف إلى الحفاظ على المال العام والثروة الوطنية". وبالنسبة لرئيس "الأفانا" فإن "الجزائريين دفعوا الآن فاتورة 40 مليار دولار ثمنا لاختيارات ومساع فاشلة وهم مدعوون لدفع أكثر كون الرئيس أعطى تعليمات لإعداد مخطط خماسي اعتمادا على نفس الميكانيزمات والأشخاص". ويضيف تواتي "يجد المواطن مرة أخرى نفسه مجبرا على دفع فاتورة السياسة الفاشلة من خلال الضرائب المفروضة عليه، الأولى بشأن السيارات والثانية التي تريد الدولة فرضها هي رفع سعر عقود التوثيق إلى أسعار خيالية يكون ضحيتها كالعادة المواطن البسيط". وعلى الصعيد التنظيمي، يقول تواتي إن "المشاكل التي يعاني منها الحزب جراء ظهور بعض العناصر المنشقة لا يمكن أخذه بعين الاعتبار كأن هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم " ثم أضاف "لقد انطلقت حملة تنظيف الصفوف مباشرة عقب انتهاء أشغال المجلس الوطني المنعقد نهاية شهر أوت الفارط، وينتظر أن تنهي كل المكاتب الولائية تنصيب المكاتب البلدية قبل نهاية السنة الجارية لتنطلق بعدها في العمل وفقا للمعايير الجديدة المنبثقة عن المؤتمر الثاني للحزب المنعقد في ديسمبر 2007. وموازاة مع هذه العملية، يقول موسى تواتي "تشرع المكاتب الولائية في تنظيم لقاءات للمنتخبين المحليين التابعين لها جغرافيا وستجري هذه اللقاءات بحضور المواطنين تجسيدا لتعهدات الحزب"، ثم واصل "تتوج لقاءات المنتخبين بأربع ندوات جهوية تعقد بوهران، قسنطينة، غرداية والعاصمة في الفترة من 26 أكتوبر إلى 20 نوفمبر 2008.