أظهرت نتائج انتخابات رئاسة حزب "كديما" الإسرائيلي فوز تسيبي ليفني امرأة الموساد والجاسوسية، على جنرال الجيش شاؤول موفاز، حيث حصلت ليفني على 48.1% من الأصوات، مقابل 41.6% لموفاز، و 6.6% لكل من ديختر و3.6 لشطريت ، حيث فتح 114 صندوق اقتراع في 93 مكانا مختلفا في أنحاء البلاد. ويبلغ عدد أعضاء حزب +كاديما؛ 74 ألفا. ومن المقرر . تتمتع ليفني بنفوذ سياسي كبير ما قد يؤهلها إلى منصب رئاسة الوزراء وتعتبر تسيبي ليفني سيدة إسرائيل الأكثر نفوذًا. ويصفها بعض المعلِّقين ب'النجمة الصاعدة' و'السيدة القوية' التي تعرف ماذا تريد. وتسيبي ليفني تريد الصعود إلى أعلى، وتنتسب ليفني إلى أسرة سياسية؛ إذ إنَّ والدها ووالدتها كانا منخرطين في ميليشيا الأرغون التي تعتبر منظمة عسكرية كانت تقاوم سلطات الاستعمار البريطاني. وهذه المنظمة لم تكن تتورَّع أيضًا عن اقتراف اعتداءات إرهابية. وكان والد ليفني رئيس عمليات منظمة الأرغون، وعليه فقد كان يعمل في وضع خطط الاعتداءات الإرهابية وتنفيذها. وبعد فترة عمله العسكري انتُخب ثلاث مرَّات نائبًا برلمانيًا في الكنيست عن حزب الليكود. وتشترك ليفني مع أولمرت بأمور مشتركة، إذ إنَّ والد ووالدة أولمرت كانا مثل والدي ليفني ناشطين في تنظيمات يمينية سرّية كانت تبذل ما في وسعها من أجل إنشاء إسرائيل الكبرى من دون وجود دولة للفلسطينيين، وكلاهما تحرَّر من هذه الفكرة، بالإضافة إلى أنَّهما براغماتيان وطموحان. كما أنَّهما يتَّجهان أكثر وأكثر نحو سياسة الوسط، فقد انتقلا من حزب الليكود إلى حزب كديما. ولكن على الرغم من ذلك توجد اختلافات بينهما، ففي حين كان أولمرت يفرض إرادته بعنجهية ومن دون مبالاة ويحتقر الأضعف منه، كانت ليفني تُسعد الموظَّفين في وزارة الخارجية. فمع أنَّها الرئيسة لكنها تسمع للعاملين تحت إمرتها. وفي عهدها لم تعد توجد تعيينات ومجاملات في مناصب سياسية مثلما كانت الحال في الماضي. إذ حدث في السابق أن تم أيضًا منح سائق أحبه رئيسه الوضع الدبلوماسي. ففي عهد ليفني انتهت هذه الأيام. وتعتبر ليفني أول وزير إسرائيلي لا يطلق على الفلسطينيين الذين يقاومون الجنود الإسرائيليين اسم إرهابيين، بل تسميهم مقاومين، وكذلك وصفها الكثير من المراقبين بأنَّ لديها الكفاءة وقبل كلِّ شيء الشجاعة ليس فقط من أجل الرغبة في التوصل إلى سلام، بل كذلك من أجل تطبيق السلام بشكل فعّال. وليفني ترغب في إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح بأسرع ما يمكن، وهي تريد قبل نهاية العام الجاري تحقيق اتفاق مع الفلسطينيين. وسيكون أمام ليفني اثنان وأربعون يومًا من أجل تشكيل حكومة جديدة. وإذا فشلت في تشكيل الحكومة سوف يتحتَّم عليها أن تواجه في انتخابات جديدة خصمها الرئيسي، أي زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو الذي يعتبر من أشدّ منتقدي عملية السلام .