انتقد بعض المثقفين السوريين قيام دار نشر سورية بترجمة كتب عبرية لكتاب إسرائيليين معتبرين أنها خطوة تطبيع ثقافي مجاني مع العدو الصهيوني. حيث بدأت دار كنعان التي ترجمت تلك الكتب مشروع الترجمة منذ عام 2000 فأصدرت إلى الآن "ستة عناوين" لكتاب يهود إسرائيليين أربعة منها نقل عن العبرية مباشرة وهي.. الحريديون، حمار المسيح، ذكريات ممنوعة، التعليم اليهودي في إسرائيل والولايات المتحدة". وكتب نقلت عن لغات أخرى منها "تاريخ إسرائيل" من تأليف إسرائيل شاحاك نقل عن الفرنسية، وكتاب"أزهار الجليل" من تأليف إسرائيل شامير نقل عن الإنجليزية. ويمتلك دار النشر الكاتب والصحفي الفلسطيني سعيد البرغوثي الذي ولد في مدينة صفد شمال فلسطين في عام 1938 وغادرها عقب حرب 1948، وأكد البرغوثي أن هدف المشروع نقل لأصوات "يهودية" شجاعة وتسليط الضوء على بعض الأصوات الإسرائيلية التي امتلكت الجرأة في التصدي للمشروع الصهيوني وانتقدته بعمق إضافة إلى "الحاجة إلى معرفة عدونا ومعرفة كيف يفكر وكيف يتم تنشئة الأطفال اليهود". ومن هذه الكتب كتاب لكاتبة تنتقد الممارسات الإسرائيلية العنصرية وهو "أزهار الجليل" من تأليف إسرائيل شامير" والكتاب منقول عن اللغة الانجليزية "هذا الكتاب يكشف عنصرية المشروع الصهيوني ويذهب بعيداً لقراءة موضوعية للقضية الفلسطينية برمتها مبتدئا بحق العودة الذي يرى فيه حجر عثرة في طريق أية تسوية". و يتساءل شاحاك في كتابه: "لماذا أؤيد حق العودة للفلسطينيين ...الفلسطينيون روح فلسطين كما الفرنسيين روح فرنسا". كتاب آخر نقل عن العبرية مباشرة وهو كتاب"ذكريات ممنوعة" الصادر في عام 2004 للكاتبة "إيله شوحاط" التي تصر على تعريف نفسها بأنها يهودية عربية عراقية وتتحدث في كتابها عن موضوع الهوية وعن نظام التمييز العنصري الذي يطال اليهود الشرقيين على يد اليهود الغربيين، وترى شوحاط أن الصهيونية ضللت الرأي العام العالمي بادعائها "أن المعركة هي بين يهود وعرب في حين أن المعركة بين فكر صهيوني عنصري لم يكتف بالممارسات العنصرية ضد الفلسطينيين بل تعداه إلى ممارسات عنصرية من اليهود الغربيين لليهود الشرقيين". كما أوضح البرغوثي أن رائد هذا المشروع هو الروائي الفلسطيني غسان كنفاني عندما ترجم كتاب "الأدب الصهيوني" وعقد مقارنة عبر النص الأدبي بين الأدب الفلسطيني والأدب الصهيوني، وتناول الأرض والشجر بين الأدب الفلسطيني والأدب الصهيوني. ويعد البرغوثي أن مشروع ترجمة الكتب عن لغات الأجنبية - عدا العبرية - يهدف إلى تجسير الحوار بين الثقافات وهو ليس مشروعا عشوائيا بل يدخل ضمن رؤية ثقافية محددة، معتمداً على ما تحققه الدار من ريع مالي يدعم مشرع الترجمة، عدا بعض المنح البسيطة من وزارة الخارجية الفرنسية ومعهد غوته لترجمة الكتب مع اشتراط الدار في اختيارها للعناوين.