تعتزم وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، عقد مائدة مستديرة مع وزراء خارجية دول المغرب العربي باستثناء موريتانيا، وهذا على هامش أشغال الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل. ويتعلق الأمر كما أشارت إليه بعض وسائل الإعلام العربية، بكل من مراد مدلسي، وزير الخارجية ونظيره المغربي، الطيب الفاسي الفهري وعبد الوهاب عبد الله التونسي، إضافة إلى الليبي عبد الرحمان شلقم، وينتظر أن يتم بحث عدة ملفات خلال هذا الاجتماع، تنصب أساسا على المصالح الأمريكية في المنطقة وأكثر من ملف حيوي آخر، على رأسها ملف قاعدة "أفريكوم" وملف الصحراء الغربية، إلى جانب ملف مكافحة الإرهاب في المنطقة. وأرجع الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية سبب غياب موريتانيا إلى موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية من الانقلاب العسكري الذي حصل ضد الرئيس المنتخب، ولد الشيخ عبد الله. ويعد هذا الاجتماع، إن حصل حسب بعض الملاحظين، من الاجتماعات النادرة، خاصة بين وزيري خارجية الجزائر والمغرب، باستثناء اجتماعات الجامعة العربية الروتينية، حيث أنه من المنتظر، حسب ذات المصدر "أن تطلب المغرب تطبيع العلاقات مع الجزائر". من جهة أخرى، اعتبر المحللون "أن محاولة أمريكا التقريب بين البلدين يظهر طموح دبلوماسية هذه الأخيرة في تحقيق مكاسب ولو في لحظتها الأخيرة، والدليل أن المباحثات المزمع إجراؤها في لقاء وزراء المغرب العربي ستركز على المصالح الأمريكية في المنطقة"، إضافة إلى ملف الصحراء والإرهاب "لأنها تعلم أن عدم الاستقرار بهذه الدول يؤثر بشكل مباشر على خططها بالمنطقة". وكانت رايس في جولتها الأخيرة إلى المنطقة وعدت بهذا الاجتماع، حسب مصادر صحفية أمريكية، وقالت "إنه سيتم عقده من أجل دراسة ملفات مهمة والتي تتباين بخصوصها سياسات هذه الدول"، حيث دعت آنذاك إلى تقوية التعاون المغربي، وأكدت أن ثمة أفكار إيجابية مطروحة على الطاولة.