باشرت المصالح الأمنية المختصة في عدد من الدوائر والمناطق بولاية تلمسان عملية تمشيط وبحث دقيقة وواسعة لبعض المنازل المشبوهة في الأحياء الشعبية وكذا مقرات إقامة عائلات الإرهابيين الذين مازالوا ينشطون ضمن جماعة "حماة الدعوة السلفية" بقيادة "الأمير سليم"، بحثا عن عدد من العناصر الإرهابية التي من المحتمل أن تتخطى الحصار المضروب عليها على الحدود المغربية وعمليات التمشيط والمطاردة التي تعرضت لها العناصر الإرهابية، خاصة في منطقتي هنين والرمشي وغيرهما من المناطق التي تعتبر منفذ المهربين وكذا خلايا الدعم والإسناد. وأكد مصدر من عين المكان، أن المصالح المختصة باشرت حملة تفتيش وتحقيق وسط المشتبه فيهم للتأكد من خلو المنطقة من أي محاولة اعتداء إرهابي قد ينغص مسار زيارة رئيس الجمهورية لولاية تلمسان، كما أن أفراد قوات مكافحة الإرهاب استعانوا في هذه الحملة بمعلومات أمنية تكون قد أفادت بوجود غرباء عن ولاية تلمسان، يرجح أن يكون عندهم نية الفعل الإرهابي. وأضافت نفس المصادر أن معلومات هامة توصلت إليها مصالح الأمن تخص الأفارقة الأجانب المهاجرين غير الشرعيين، حيث أفادت سعي قيادة جماعة "حماة الدعوة السلفية" الناشطة في الغرب الجزائري وكذا تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بقيادة أبو مصعب عبد الودود لمحاولة تجنيد المهاجرين غير الشرعيين المتواجدين على التراب الجزائري، خاصة منهم الأفارقة، عن طريق استعمال الإغراءات المادية بتقديمهم مبالغ مالية معتبرة أو تهديدهم بالتبليغ عنهم للسلطات المحلية بعد توريطهم في أعمال الدعم والمساندة كمراقبة تحركات قوات الأمن. وعن طرق التجنيد في صفوف الأفارقة، أشارت نفس المصادر أنها تتم عن طريق خلايا الدعم والإسناد بترصد الأفارقة المشردين في الأحياء الشعبية وبصورة خاصة المسلمين منهم والقادمين من دول مالي والنيجر، حيث يسهل عليهم عملية غسيل المخ وإقناعهم بإيديولوجيات القاعدة ثم استمالتهم بتقديم المساعدة لهم باسم الأخوة والدين ما يسهل لعناصر الدعم بعدها بتوريطهم في أعمال يعاقب عليها القانون وتصنف ضمن الجرائم الخاصة، وبعد أن يجد هؤلاء الأفارقة أنفسهم متورطين في التعامل مع الجماعات الإرهابية في الجزائر يتم تجنيدهم للعمل المسلح والتحاقهم بمعاقل الجماعات الإرهابي، إما عن طريق الإغراءات المالية أو التهديد بالتصفية الجسدية، عند رفض الانضمام. وفي هذا الصدد، أشارت مصادرنا إلى أن المصالح الأمنية المختصة لم تستبعد تجنيد مرتزقة من قبل تنظيم القاعدة أو حماة الدعوة السلفية يستعملون كقنابل بشرية عن طريق الأحزمة الناسفة، على غرار العملية التي نفذها أحد الإرهابيين الأجانب في استهداف الثكنة العسكرية بمنطقة القبائل، مقابل مبالغ مالية معتبرة تكون بالموازاة مع مكانة وأهمية الشخصية التي يستهدفها هذا المرتزق الإفريقي تسلم إلى عائلته في الخارج فيما بعد. وفي هذا الإطار، علمت "الفجر" أن المصالح الأمنية طاردت في اليومين الماضيين حوالي 200 مهاجر غير شرعي من جنسيات مختلفة للبحث عن المشتبه فيهم لتجنيدهم من قبل الجماعات الإرهابية كمنفذين محتملين لعمليات انتحارية قد تستهدف المنطقة، خاصة وهي تنتظر زيارة رئيس الجمهورية. وأكد مصدر من عين المكان أن مناطق سيدي الجيلالي والبويهي والعابد من بين أهم المناطق التي يتسلل منها الأفارقة وكذا جماعات دعم الإرهابيين وشبكات التهريب. وأكدت نفس المصادر أن من بين المتورطين في توريد المهاجرين غير الشرعيين من أفارقة ومغاربة للجماعات الإرهابية المتعاملون في مجال المخدرات وباروناتها، حيث يوجد واحد من بينهم محل بحث ومطاردة وهو المسمى "ب.ي".