أفادت معلومات من أقارب وعائلات بعض الشباب الذين غادروا سواحل ولاية الطارف خلال الأيام الفارطة بأن أزيد من عشرين حرافا استطاعوا العبور إلى الضفة الأخرى، على اعتبار أن من بين هؤلاء من اتصل هاتفيا بعائلته. كما عرفت هذه المعلومات تضاربا كبيرا خاصة فيما يتعلق بعدد الشباب المغادرين. ففي وقت تؤكد فيه مصالح فرقة حراس السواحل تمكن مصالح الإنزال والإمداد بسواحل مدينة القالة من إنقاذ خمسة شبان كانوا على متن زورق قرب شاطئ قمة روزة، فيما عثرت على زورقين فارغين، وكذا قيام فرقة حراس السواحل بعنابة بتوقيف مجموعة من الحرافة بمنطقة رأس الحمراء، تشير معلومات أخرى من مصادر مطلعة إلى أن مجموعة الشباب الذين اتفقت معهم شبكات الهجرة السرية انقسمت على دفعتين، الأولى تضم ما بين عشرين إلى ثلاثين فردا، استطاعوا الهجرة سرا على متن خمسة قوارب انطلاقا من شاطئ قمة روزة، حيث كانت في انتظارهم باخرة راسية بوسط البحر أوصلتهم إلى جزيرة صقلية. أما الدفعة الثانية فكانت تضم قاربين تم توقيفهم جميعا من قبل البحرية الجزائرية. من جهتها، أكدت مصادر مسؤولة أن ظاهرة الحرفة في تنام مطرد مقارنة بالأعوام الأولى. ومهم كثف حراس السواحل من مجهوداتهم فاحتمال الحرفة يبقى دائما واردا. وبشأن تحول وجهة شبكات الهجرة السرية نحو الشرق، بعدما كان يقتصر نشاطها على الجهة الغربية من الوطن، ذكر المتحدث ذاته أنه قبل أحداث سبتة ومليلة كانت الهجرة سرا تتم عن طريق المغرب ومنه إلى إسبانيا، لكن بعد ذلك ونتيجة لتشديد الخناق على المنطقة، وجدت شبكات الهجرة السواحل الشرقية منفذا لها، حيث لا يفصلها على السواحل الإسبانية سوى سبعين ميلا بحريا، حيث أن العمليات المسجلة سنة 2008 على مستوى ولاية الطارف، التي بلغت في مجموعها إنقاذ أكثر من 112 شخص من قبل حراس السواحل، تأكيدا لشبكات الهجرة أن مخطط التأمين والإنقاذ الذي شرعت البحرية الجزائرية في تطبيقه منذ أشهر سيضيق الخناق على عملها، وظنا منها رأت أن اللجوء إلى السواحل الشرقية سيقيها من ملاحقات حراس السواحل، مؤكدا في الوقت نفسه أنه بفضل مخطط التأمين والإنقاذ أصبح التواجد المكثف والمستمر للقوات البحرية على مستوى كافة المياه الإقليمية، ومنها سواحل الطارف، خاصة أنها عرفت في السنوات الأخيرة عمليات نهب كبيرة للثروة المرجانية.