مصالح الأمن تعثر على أسلحة وأحزمة ناسفة مخبأة في مغارات تائبين باشرت مصالح الأمن المختصة في إجراء تحقيقات معمقة حول مصداقية المعطيات التي يقدمها إرهابيون تائبون ممن سلموا أنفسهم مؤخرا بعدة مناطق من الوطن في إطار قانون السلم والمصالحة الوطنية. واستنتج من بعض مجريات التحقيق مع عدد منهم، عدم إعطاء كل المعطيات والمعلومات المتوفرة لدى العناصر الإرهابية التي سلمت أنفسها لمصالح الأمن المختصة بخصوص تواجد بقية الإرهابيين في المناطق الجبلية والهوية الحقيقية لعدد منهم، إضافة إلى الحالة الصحية وحتى المعنوية وكذا مراكز نشاطهم وخلايا الدعم والإسناد في الضواحي والمدن التي تعمل على توفير الدعم اللوجستيكي من أخبار وكذا مواعيد تنقل دوريات مصالح الأمن والمواد الغذائية وحتى وسائل النقل من العربات والسيارات بوثائق مزورة. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر أمنية أن بعض التائبين يقومون بإخفاء مبالغ مالية كانت من غنائم الأموال التي يتم نهبها من المواطنين وعمليات الابتزاز باسم الزكاة وحتى المبالغ المالية التي يتم تقديمها من قبل أهالي وعائلات أرباب الأعمال المختطفين، ثم بعد تسليم أنفسهم لمصالح الأمن واستفادتهم من قانون المصالحة يقومون باستثمار تلك الأموال في مشاريع مثل التجارة وورشات البناء. وقالت مصادر أمنية إن عملية التحقيق مع إرهابي سلم نفسه بشرق البلاد مؤخرا كشفت عن محاولة خداع هذا الأخير لمصالح الأمن وتضليلها عن مكان تواجد سلاحه الرشاش في منطقة على الحدود مع ولاية خنشلة، حيث أنه بعد التكثيف من العمل الإستعلاماتي، تبين أن الإرهابي الذي كان يزعم تسليم نفسه ليس في حقيقة الأمر إلا إرهابيا يقوم بعملية تمويهية على مصالح الأمن كي يتسنى له القيام بعمل ما. وتوصلت جهود مصالح الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب إلى التوصل إلى مكان الأسلحة في إحدى المغارات أين عثرت على سلاح رشاش وقنبلتين يدويتين وكذا حزام ناسف جاهز للاستعمال، مما يعزز فرضية النية المبيتة للقيام بعمل إرهابي بعد الاستفادة من ميثاق قانون المصالحة. ولم تستبعد مصادرنا أن يكون أمراء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد أعطوا توجيهات إلى العناصر الإرهابية في تحريض مجنديهم للقيام بعمليات إرهابية عن طريق أحزمة ناسفة ومتفجرات بعد تسليم أنفسهم لمصالح الأمن أو الجهات القضائية لأجل إيهام وخداع المصالح المختصة. وكانت هذه الفكرة قد دعت إليها "الجيا" في أواخر التسعينيات حسب متتبعين للشأن من أجل القيام بعمليات استعراضية وإثبات تواجد التنظيم الإرهابي على أرض الواقع رغم الضربات التي تلقاها.