علمت الشروق اليومي على لسان بعض التائبين بولاية تلمسان والمناطق الحدودية أن الأمير المعروف بالجهة الغربية بكنية "بلحمر" من منطقة أولاد ميمون ينوي تسليم نفسه لمصالح الأمن إضافة إلى 24 إرهابيا آخر ينشطون بالمنطقة، وذلك بغرض الاستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية وفقا لبيان مشترك وقعه مجموع التائبين، تضمن معلومات حول بعض العناصر التي تتأهب لترك معاقلها بالجبال وتسليم أنفسهم، مقابل الالتزام بتوفير ضمانات كافية لهم تتعلق بمصيرهم بعد ذلك حسب ما أفاد به تائب جديد يدعى "ع.م" ببلدية "القور". وأضاف هذا الأخير للشروق أن نية العودة إلى جادة الصواب والابتعاد كليا عن العمل المسلح متوفرة لدى هذه الجماعة الإرهابية المصنفة على أنها آخر بقايا الإرهاب بالمنطقة، لكن ما يخيف أفرادها من تنفيذ نيتهم سريعا، يتعلق أولا ببطء معالجة ملفات التائبين سابقا والمستفيدين من قانون وإجراءات المأساة الوطنية، إضافة إلى وجود تهديدات من طرف ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي ربط أي خطوة للاستسلام أو الرجوع عن العمل المسلح بتصفية صاحبها فورا، وهو التهديد الذي لا يبدو أنه مطبق بشكل كبير وملموس خصوصا أن السلطات الأمنية سبق لها وأن أعلنت عن اتخاذ جملة من الإجراءات السريعة لفائدة التائبين الجدد الذين يسلمون أنفسهم لأجهزة الأمن، تقضي بإيوائهم في أماكن آمنة، وضمان زيارات عائلية لهم، ناهيك عن التكتم عن إجراءات التحقيق. وقد كانت هذه التطمينات سببا قويا دفع بكثير من المسلحين إلى الإعلان عن رغبتهم في النزول من الجبال. ويضاف إلى ذلك، قيام القوات المشتركة، وأفراد الجيش والدرك بمحاصرة عديد من الجماعات المتبقية بغرب البلاد، خصوصا تلك الناشطة بالمناطق الحدودية، حيث تمّ خلال الأسبوع الفارط الإعلان عن تفكيك شبكتين للدعم والإسناد، تبعها الكشف عن استعداد 14 إرهابيا لتسليم أنفسهم. وحسب معلومات الشروق، فإن الأمر يتعلق بجماعة حماة الدعوة السلفية المهزوزة خلال السنوات الأخيرة، والتي تمّ وضع أمرائها بين خيارين من طرف تنظيم درودكال، أولاهما الانضمام إلى تنظيم القاعدة المزعوم أو العمل باستقلالية في المناطق الحدودية، لكن انطلاق حرب فقهية قوية داخل التنظيم سرّعت برفض بعضهم لفكرة العمليات الإنتحارية، وأسلوب الأحزمة الناسفة الفاشل ميدانيا رغم حصده للأبرياء فقط، إضافة إلى تعرض الجماعات المسلحة لحصار من الجانب المغربي الذي ينسق مع الطرف الجزائري لمنع مرور الأسلحة أو تهريبها. وأفادت مصادر على صلة بالملف الأمني، أنه من المتوقع أن يتم التعامل مع التائبين الجدد بنوع من العقلانية تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية الهادفة إلى إبقاء أبواب المصالحة مفتوحة واستمرار العمل بميثاق السلم والمصالحة الوطنية. ب. حسين/ ق. بن عمار