عبرتم في مرات عديدة عن عدم امتلاك البرلمان إلى الشرعية الكافية لتزكية مشروع ثقيل بحجم الدستور الذي يهم مصير أمة بأكملها، هل توافقون عملية إجراء انتخابات مسبقة لإعطائه صفة "الشرعية المنقوصة"؟ أنا لا أدعو إلى تنظيم انتخابات مسبقة لاستعادة المجلس الشعبي الوطني لشرعيته، لأن ذلك يعني وقوع انسداد، كما أن الأمر سيكلف الخزينة العمومية أموالا لإعادة إجراء انتخابات بحجم التشريعيات، لكن توجد ميكانيزمات على المستويين القريب والبعيد لإعطاء الشرعية لهذه المؤسسة، وذلك أولا من خلال الدور الذي تلعبه الأحزاب في إقناع المواطن في الذهاب إلى الاقتراع واستعادة الثقة بين الناخب والمنتخب، ومن جهة أخرى ترك الأمور التي هي من صلاحيات الشعب وتمس مصيره مباشرة ليعبر عنها بنفسه، كما هو الشأن بالنسبة لتعديل الدستور الذي أكدنا أنه من الشرعي أن يتم عن طريق استفتاء وليس عن طريق البرلمان. لم يعد يفصلنا عن الانتخابات الرئاسية سوى خمسة أشهر، مع ذلك الفتور يطبع الحياة السياسية، ولم تبد أي شخصية نية المشاركة، كيف تفسرون الأمر؟ أعتقد أن لكل شخص تجاربه الخاصة التي يستلهم منها النتائج التي يتحرك على أساسها، ويتخذ مبادرة أو موقف معين في كيفية الوصول أم لا إلى النجاح، أرى أنه قد حان الوقت لتغيير المفاهيم وتصحيحها، فالسلطة هي سلطة الشعب وليس العكس، فكل شخص يرى الأمور من منظوره الخاص وعلى أساسها يتحرك. أعلنتم عن مشاركتكم في المعترك الانتخابي للرئاسيات القادمة، فعلى ماذا يرتكز البرنامج الانتخابي لثالث قوة سياسية في البلاد؟ نركز في برنامجنا الانتخابي الخاص بالرئاسيات على إرجاع السلطة إلى الشعب واحترام إرادته، وإعطاء فرصة للشباب الذين نريد إعطاءهم الفرصة للتواجد في هرم السلطة ورفع السلطة الأبوية عنهم، كما نهتم بالجانب الاجتماعي للمواطن من خلال تحسين مختلف الخدمات والمرافق التي تهم حياته اليومية، ونحن نناضل من أجل إحلال نظام برلماني في الجزائر. ألا تتخوفون من وقوع تزوير ؟ وهل تؤيدون فكرة حضور المراقبين الدوليين لإعطاء العملية نوعا من الشفافية؟ أعتقد أن التزوير موجود في العالم، وأنا شخصيا لا أظن أن المراقبين الدوليين يستطيعون منع وقوع تزوير، لأنهم أصلا لا يراقبون، بل يأتون من أجل تدوين تقارير وملاحظات، بالإضافة إلى هذا مكنتنا تجربتنا من الوقوف على حقيقة مفادها أن المراقبين الدوليين يتلقون رشاوى حتى تكون تقاريرهم على الصيغة التي يريدها الراشي، وعلى هذا الأساس (يضحك) أظن أن أبناء الجزائر أولى بهذه "الرشاوى" من الأجانب. ألا تتخوفون من هزالة المشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية القادمة، سيما وأن المأساة التي طبعت عدة ولايات سواء جراء "الثورات" الشعبية أو الفيضانات ستجعل نسبة المشاركة هذه المرة أقل بكثير من الانتخابات التشريعية والمحلية الماضية؟ أعتقد أن العكس هو الصحيح، وأن نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات الرئاسية ستفوق 50 بالمائة، ونحن في الأفانا سنعمل من أجل دفع المواطنين للمشاركة في مكاتب الاقتراع، لأنه بالمشاركة يستطيعون تغيير واقعهم. البعض من وجوه المعارضة البارزين يتهمون الشخصيات التي ستدخل المعترك الانتخابي من أجل مرافقة رئيس الجمهورية "كأرانب سباق"، قد تلقت ضمانات دعم من السلطة في المستقبل كتعزيز تواجدها بالمجالس المنتخبة ودعمها ماليا، هل ينطبق ذلك على الأفانا؟ نحن لم نأخذ وسوف لن نأخذ أي شيء من أجل المشاركة في الانتخابات، وأعتقد أن الأشخاص الذين يرددون هذا الكلام هم الذين تحركهم الرشاوى ويتخذون من السياسة وسيلة للكسب والاسترزاق، وعندما لا يستطيعون افتكاك شيء يتهمون الآخرين بذلك. وعد رئيس الجمهورية بتنظيم استفتاء حول الدستور بتعديلات واسعة مستقبلا، ماذا ستقترح الجبهة الوطنية من أجل إثراء الدستور؟ أعتقد أن وعد الرئيس بتنظيم استفتاء حول الدستور ما هو إلا حقنة مهدئة للأوضاع وتبرير ما قام به، وأنا أشك أن يقوم بإجراء استفتاء مستقبلا، واغتنم الفرصة للمطالبة بتأجيل الانتخابات الرئاسية شهرين عن موعدها بغرض عرض الدستور على الاستفتاء الشعبي. اختيار رئيس الجمهورية لنهاية العهدة الثانية للإعلان عن تعديل الدستور أليس لحاجة في نفس يعقوب؟ رغم أن الدستور يخول للرئيس الإعلان عن تعديل الدستور، إلا أن اختياره لعامل الوقت كان بسبب رغبته في اللجوء إلى غرفتي البرلمان وليس الشعب لحسم النتائج، والدليل أن العهدتين الرئاسيتين كانتا كافيتين لإجراء تعديلات وعرضها على الاستفتاء الشعبي.