كشفت أول أمس نتائج تحقيق اللجنة الادارية التقنية بمديرية الصحة لولاية أدرار، التي تم تنصيبها منذ الفاتح نوفمبر الجاري، أن السبب الرئيسي في وفاة الأطفال الرضع الثلاثة على مستوى جناح الطفولة المسعفة بالمؤسسة الاستشفائية العمومية بالولاية يعود إلى حدوث مضاعفات بعد الاسهال الحاد الذي أصيبوا به نتيجة التهابات في الجهاز الهضمي، وهو ما أكدته التحاليل المخبرية التي أجريت على عينة من الحليب و الماء الذي يقدم لهؤلاء الرضع. إلى جانب التحاليل المعمقة التي أقيمت كذلك على دمهم وفضلاتهم والتي جاءت نتائجها بالسالبة ما ينفي بذلك فرضية وفاتهم جراء الاهمال حسب ما أكدته ل "الفجر" مصادر طبية محلية على صلة بهذا الملف، والتي أرجعت حالة الوفاة إلى عدم تمكن البنية الجسدية للأطفال في مقاومة هذا المرض مما سهل في البداية إصابتهم بمضاعفات خطيرة أدت إلى مفارقتهم للحياة. وقد اتخذت مديرية الصحة والسكان لولاية أدرار حسب مسؤولين محليين إجراءات استعجالية فور ظهورهذا المرض من خلال تحويل16 طفلا الى جناح خاص بمستشفى المدينة تجنبا للعدوى والذين أجريت عليهم تحاليل مخبرية للكشف عن حالتهم الصحية وهم الذين كانوا لا يعانون من أي مرض خلال فترة تواجدهم بالمصلحة، علما أن الاسهال الفيروسي كان قد قتل15 طفلا السنة الفارطة على مستوى مستشفى أدرار من مجموع 182 مصابا بهذا المرض الخطير على مستوى المؤسسة الاستشفائية العمومية بذات الولاية، الذين لا تتعدى أعمارهم الاربع سنوات. وقد حذرت في هذا السياق مصادر طبية من انتشار الالتهاب الفيروسي في الجهاز الهضمي لاسيما "الادينو فيروس" و" الروتا فيروس" الذي يسبب ما يسمى ب "الاسهال المائي" الذي عادة ما يكون بسيطا و يصاحبه ارتفاع طفيف في درجة الحرارة و تقيؤ لأزيد من 8 أيام كاملة، والذي ينتشر بكثرة خلال فصل الشتاء. كما يؤدي الاسهال الفيروسي أو البكتيري بالطفل المصاب إلى حالة الجفاف إذا كان شديدا بسبب ارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب ظهور حالات أخرى بسبب الطفيليات مثل الديدان و التسمم الغذائي، كما أنه و لتفادي إصابات اخرى بهذا المرض يستوجب اعتماد الامهات على الرضاعة الطبيعية التي تعد أفضل علاج للطفل، مع ضرورة اتباع نمط غذائي سليم للأطفال الذين تقل أعمارهم عن ال 6 سنوات.