ثم قاموا بسرقة المواشي، التي كانت الهدف وراء هذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الشاب "ب.ت" الذي استضاف الوحوش في بيته الواقع بدوار "الجحفة" ببلدية تاملوكة. أطوار القضية تعود إلى 01/10/2007 بولاية أم البواقي أين التقى المتهمان الرئيسيان المدعوان (ب.ب) 23 سنة من بلدية "تاملوكة" وشريكه (ب. د) 24 سنة من أم البواقي وهما المدبران الرئيسيان لهذه الجريمة. وانضم إليهما المدعو (ب.ع) 24 سنة من بلدية " قصر الصبيحي" و(ق.ف)27 سنة من أم البواقي و كذا المتهم الخامس (م.ع) 26 سنة من نفس المدينة،و اتفق الجميع على المراحل و الطريقة التي تتم بها عمليتهم وتم تقسيم الأدوار. وفي اليوم الموالي التقى المتهمان الرئيسيان وتوجها من أم البواقي إلى " مشته الحاسي " حاملين أسلحة بيضاء، للقاء الضحية بعد أن أوهماه بأن أحدهما يريد العمال لديه في رعي الماشية فدعاهما الضحية لتناول وجبة الإفطار معه قبل أن يخوض معهما في موضوع الراعي المزعوم ،ودون سابق إنذار طعن المتهمان الضحية في مناطق مختلفة من الجسم ،ثم قاما بذبحه مرتين من الوريد إلى الوريد . بعد الانتهاء من العملية اقتياد المتهمان الماشية إلى المكان المسمى" سبع امزاير" ببلدية تاملوكة ف توقفا للاستراحة لكن بعد فترة سمع ذلك الأخير صوت محرك فتوجها إلى مصدره فتفاجأ بقدوم عمال التشجير عندها فر هاربا في اتجاه إحدى المزارع تاركا وراءه شريكه " د.ب" نائما إلى غاية استيقاظه و هو في قبض العمال الذين حولوه مباشرة إلى فرقة الدرك الوطني التي تولت التحقيق في مصدر القطيع الذي كان بحوزته. أثناء التحقيق اعترف المتهم بالوقائع و كشف عن شركائه نافيا نفى يكون هو من قام بقتل الضحية،كما أن "ب . ب" هو من اقترح فكرة سرقة المواشي . ولدى سماع الشريكين الآخرين ،المتابعين بتهمة تكوين جمعية أشرار و المشاركة في السرقة المقترنة بظروف الليل و العنف و التعدد، نفوا معرفتهم بالجريمة التي كانت من تدبير المتهمين الرئيسيين كما أنهما اتفقا معهما فقط على شراء الماشية التي تعود حسبهما إلى والد بوعلام كما أنهما كانا يجهلان كل ما يتعلق بظروف الجريمة التي ارتكبها كل من " ب.ب" و " ب.د" .و لدى امتثال المتابعين في هذه الجريمة حاولوا التملص من التهم خاصة المتهمين الرئيسيين .أما ممثل الحق العام فقد أكد أثناء م رافعته أن جميع الوقائع المرتكبة و المنسوبة للمتهمين "ب.ب" و "د.ب" تشكل جناية تكوين جمعية أشرار والقتل ألعمدي مع سبق الإصرار والترصد و السرقة الموصوفة بظروف العنف و الليل و التعدد و كونهما قاما بالاتفاق رفقت المتهمين الآخرين للإعداد لارتكاب الجناية محل التحقيق و قد نفذوا اتفاقهم هذا عمليا حيث قاما بقتل الضحية و سرقة مواشيه، وهذا باعترافهما الصريح في جميع مراحل التحقيق إنما هما من قاما بإزهاق روح الضحية بعدة طعنات بواسطة سكين، وهذا ما أكده تقرير الطبيب الشرعي الذي قام بتشريح الجثة الذي جاء فيه أن الوفاة كانت نتيجة لتعرض الضحية للعنف تمثل في ذبحه حيث تم تمزيق جميع الأوداج، وكذلك الطعنات التي تعرض لها على مستوى القلب وما انجر عن ذلك من صدمة و نزيف. و بخصوص المتهمين المتبقيين، فقد أكد في شانهم ممثل الحق العم أن التهمة المنسوبة لهم و هي تكوين جمعية أشرار والمشاركة في السرقة الموصوفة بظروف العنف و الليل و التعدد ثابتة في حقهم، كونهم فعلا قاموا بالاتفاق في ما بينهم وكون جمعية بغرض الإعداد لارتكاب جناية و قد نفذوا ذلك فعلا، مطالبا في الأخير تسليط عقوبة الإعدام لجميع المتهمين و بعد مرافعات دفاع المتهمين و دفاع الطرف المدني. و بعد المداولة القانونية أصدر رئيس جلسة الجنايات حكما يقضي بإدانة المتهمين الرئيسيين بالإعدام و 5 سنوات سجنا نافدا لبقية المتهمين وتعويضا قدره مليار سنتيم لكل متهم.