سادتي الرئيس والوزير، لي كامل الشرف والتقدير وأسمى معاني الإحترام بالكتابة إليكم ولست أدري بأي كلمات أبدأ شكواي هذه، مع احترامي للمجاهدين الشرفاء والنبلاء الذين أعطوا النفس والنفيس لهذا الوطن الغالي بتحريره من يد المستعمر الغاشم. ويبدو سيدي أن هناك حثالة تركتها فرنسا من الحركى والفومية مازالوا يبيعون ويشترون ويساومون في أبناء المجاهدين الأحرار وأنا من هؤلاء الرجال الذين ضحوا من أجل الجزائر وشعبه وأبنائه لكي نرفع هذا الوطن من سيادته وعلمه فوق الأعالي. سيدي الرئيس والوزير، نظرا لأنكم المسؤول الأول بعد الله والوقف من أجل الدفاع عن أصحاب ذوي الحقوق والمهضومين وصيانة حقوقهم المادية منها والمعنوية ولأننا نعتقد أنكم ستنصفوننا وستوالوننا وستسعفوننا وأنكم ستعملون جاهدين من أجل استرجاع الحق المهضوم الضائع بين هؤلاء الأوباش والخائنين والمستفزين، الذين همهم الوحيد هو "الرشوة" والإستفزاز. سيدي الرئيس والوزير من أجل ذلك نضع أمامكم شكوانا هذه لتدرسوا وتعاينوا ما سلب منا وماضاع من حقنا وإسعافنا في أقرب الآجال فأنتم ياسيدي ملاذنا الذي نهرع إليه في السراء والضراء وبعد الله سبحانه وتعالى وكلنا أمل ورجاء في أنكم ستتخذون الإجراءات الصارمة على من ظلمنا وعادانا وستضعون حدا لهذه المهزلة والتجاوزات الخطيرة التي شوهت وجه المديرية بصفة خاصة والمجاهدين بصفة عامة وأساءت إلى الوزارة المعنية والمختصة بأعظم وأشرف وأطهر مهمة وطنية وهي رعاية المجاهدين الذين لم يبخلوا بأرواحهم ودمائهم الطاهرة ثمنا للحرية والإستقلال والقضية أو المعركة كبيرة مع هؤلاء المرتشين طويلة منذ 1999 حيث تقدمت إليهم بطلب المنحة العائلية فرفضوا المنحة الإضافية فرفضوا كذلك مع العلم لحد الآن لم أتقاض راتبي الشهري جيدا بسبب ما ذكرت من قبل لأنه مبلغ زهيد وزهيد جدا لايكفي للقدرة الشرائية لحاجياتي الضرورية بسبب غلاء المعيشة حاليا، مع العلم سيدي أن معظمهم يتقاضى حوالي سبعة ملايين حتى تسعة ملايين وأنا ثمان مئة ألف وفيما المنحة العائلية كيف يعقل هذا سيدي والسؤال مطروح ويطرح نفسه؟ ما هذا أهذا هو المجاهد الذي أكل عليه الدهر وشرب وفي وطنه يسلب وسيستفز من قبل شرذمة من أناس يبيعون ويشترون كما يحلو لهم .. سيدي هذا هو حالي أشكوه رغم أني سجنت عاما كاملا في الحرب ومارسوا علي أشد أنواع التعذيب أهكذا تهان كرامة المجاهد وهو في بلده. سيدي كنت في الأمس القريب في جبهة التحرير من بين المجاهدين، الأوائل في الجهاد وحكاية طويلة لا تتسعها الأوراق والكتابة ولدي وثائق تثبت صحة أقوالي بالدليل والبرهان وهناك شهود عيان من كنت معهم وعلى سبيل المثال هناك في ولاية سطيف وكان رئيسي هو تواتي الرشيد. سيدي الرئيس والوزير ها أنا أنادي بأعلى صوتي أصرخ طالبا النجدة والحماية منكم ولم أتلق الرد من قبلكم رغم أني شكوت لكم حالتي وطرحها سابقا، فنرجو ردا شافيا كافيا لحالتي المزرية.. لقد بلغ السيل الزبى فلا أدري إلى أين المفر ولا أين السبيل؟ سيدي الرئيس، كلما تقدمت إلى المديرية الفرعية بالجلفة يستقبلني هذا الأخير قائلا: سوف ننظر في قضيتك لاحقا وسندرس ملفات لاأردي متى؟ ... ناهيك عن المدير الأول السابق لقد طلب مني رشوة مبلغ خيالي "نقولها ونجهر ونصدع ببيانها للرأي العام على ما يقترفه هؤلاء الذين لا يرعون في المجاهدين لا ذمة ولا ضميرا انسانيا ولا أخلاقيا ولا حياء من الله وليست لهم أدنى مسؤولية ولا يرعون الناس وكأنهم يمتلكون الأرض ومن عليها. سيدي الرئيس، الآن الوضع لا يحتمل التأخير ولا التأجيل والتلاعبات والبيروقراطية هنا وهناك قد وصلت إلى ذروتها والأمر لا يطاق وتدخلهم في أقرب الاجال لهؤلاء المنحطين أخلاقا وخلقا وتضعون حدا لهذه المهزلة والتلاعبات مصالح الناس عامة وسحق هؤلاء الأفاكين الإنتهازيين والرجعيين الذين صاروا وصمة عار ودمار كبير على محيا وزارة المجاهدين وما سمعناه عنكم وعن نزاهكتم وأمانتكم يجعلنا واثقون تمام الثقة أنكم ستضعون كل شيء في مكانه. وستنهون هذا التهريج والبيع والشراء في وضح النهار وكأننا في السوق السوداء، ونحن مصممون في إرجاع الحق المهضوم والمسلوب إلى أصحابه الذين ليس له نظير بعدكم فكونوا كما توقعناكم وكما توسمنا فيكم فيصلا بين الحق والباطل وسيفا يقطع دابر هؤلاء بذوجة حبال الإفك والتزوير والرشوة واختلاس أموال الناس بالباطل والبهتان ودعاؤنا لكم بالنصر والتوفيق والنجاح. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار. المعني السيد / غلام عمار