حضرت تجمعا، أمس، بدار الصحافة تضامنا مع غزة. لم يبق لنا إلا الوقوف والغضب نملكه في هذا الزمن الرديء. من سنوات لم نقف وقفة تضامنية، ربما لأننا غرقنا في مشاكل أكبر من التضامن، كيف لنا أن نساند فلان وعلان والمئات من جثث الحرافة مرمية في المستشفيات بمالطا وإسبانيا وغيرها. تساءل البعض لماذا لم ينتفض الشارع الجزائري تضامنا مع غزة، وقد كان سباقا فيما مضى لمساندة كل المقهورين والمظلومين؟ صحيح غزة في القلب، ومَن غير الجزائر يحس بنكبتها، فمثل غزة واجهنا النار بمفردنا، وحاربنا الطغيان بمفردنا، ومثل غزة لم ينتفض العرب من أجلنا، وآلة الإرهاب تدّمر الرايس وبن طلحة، لم يحس أحدا بمآسينا، تماما مثل غزة التي تواجه وحدها الآلة الصهيونية والأنظمة العربية تتفرج. ومثلما جرمت هذه الأنظمة حماس ولم تقدم لها يد العون، ولم تنشر حتى بيانات التنديد، واجهت الجزائر مقاطعة بشعة وظلمت الأنظمة العربية وغير العربية الدولة الجزائرية، وسدت في وجهها الأبواب وحمّلتها مسؤولية المجازر التي تعرض لها الشعب الجزائري. هكذا مصيبتنا نذبح ونغتصب، ويضع أشقاؤنا السكين في يدنا نحن الضحايا ويحملوننا دم الجريمة. غزة في القلب، مثلما هي في قلب كل ضحايا الانفجارات والمجازر التي طالت الجزائر طوال الفترة السوداء. ولن تنتظر غزة مناصرة ولا من يرفع الحيف عنها. غزة مطالبة بالكفاح بمفردها وبأشلاء أطفالها، مثلما كانت الجزائر وحدها، وليس لها منا إلا التنديد والغضب!