تقول الدراسة التي ركزت على الأطفال المهملين والمولودين خارج الزواج الشرعي، أن التحولات السريعة التي يعيشها المجتمع الجزائري وتزامنها مع ظروف الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، أفرزت جملة من مظاهر العنف وحالة من عدم الاستقرار والتفكك الأسري، وكذلك بروز ظاهرة الأمهات العازبات والأطفال المهملين وأطفال بدون هوية. ويضيف التقرير أنه لابد من التنبيه أن فئة الأمهات العازبات من الصعب تقديرها كمّا أو إحصائها بطريقة دقيقة، بسبب المناخ الاجتماعي السائد وطبيعة المجتمع الجزائري، الذي يفرض على هذه الفئة من النساء التستر وعدم البوح بوضعهن. ولاحظت الدراسة أنه في السنوات الأخيرة أن الأمهات العازبات بدأن بطرح مشاكلهن وطلب يد المساعدة من قبل الحركة الجمعوية، نظرا للتطور الاجتماعي الراهن ما يرفع النقاب عن "الطابوهات" السائدة. وحسب التقديرات الرسمية التي بادرت بها "سيناب" والتي تشير إلى 5 آلاف مولود خارج إطار الزواج القانوني على مستوى التراب الوطني، فإن هذا العدد كبير مقارنة بمعدلات الإنجاب والزيادة الطبيعية للنمو الديموغرافي في الجزائر. وترى نتائج الدراسة أن هذه الشريحة من الأطفال تولد غالبا من أمهات بائعات هوى، أومتزوجات سرا، أو الزواج العرفي أوكما يطلق عليه "الزواج بالفاتحة" دون الدفتر العائلي الذي يحمي حقوق الأم والطفل، كما أن العديد من الأطفال جاؤوا نتيجة تعرض الأم لاعتداء جنسي. وأفادت الدراسة أنه تم تسجيل بعض حالات الأطفال دون هوية ولدوا من آباء مفترضين هم أرباب عمل أمهاتهم أو من المحيط القريب كالأصدقاء، الجيران، زملاء العمل، زبائن الأم، إضافة إلى العلاقات من الشارع. حالات تحكي ل "الفجر" عن مأساتها * "أسمهان" أم عزباء أدت بها مشاكل عائلية مع أبيها إلى الهروب من المنزل وافتراش الشارع وتحولها إلى بائعة الهوى في إحدى الملاهي الليلية. وتقول اسمهان إنها أنجبت طفلة تبلغ حاليا الخامسة من العمر، هي الآن دون هوية لأن الأم لم تستطع التعرف على الأب من بين زبائنها. * سعيدة- أم عزباء 22 سنة.. تعرضت حسبما روته لنا لعملية اختطاف بسيارة بتدبير من عشيقها وهي الآن تحمل طفلة بين ذراعيها مهملة، تتمنى لو تتربى في كنف عائلة. * فايزة 19 سنة .. انتهت بها علاقة الحب التي ربطتها مع أحد زملائها بالثانوية بميلاد طفل دون هوية لأنه رفض الاعتراف بفعلته، ما أدى بها إلى ترك طفلها في المستشفى بعد الإمضاء على قرار التنازل عن الحضانة لأنها ليست مؤهلة للاحتفاظ به، حسبما روته لنا.