استجاب القادة العرب أخيرا بعد الدعوة الثالثة من قطر لعقد قمة عربية تبحث الوضع في غزة حيث أعلنت الدوحة قبول 15 دولة حضور القمة المقرر عقدها الجمعة المقبل أي عندما يدخل العدوان على غزة أسبوعه الرابع ليتم شهرا بالكامل من القتل بأبشع الطرق للأبرياء من الأطفال والنساء والدمار المتواصل . لكن لماذا رفض بعض قادة العرب عقد قمة عربية كل هذه الفترة ،و لماذا تماطلوا في الاجتماع حتى مر قرابة الشهر على المجازر الإسرائيلية واله الحرب تحصد في كل لحظة مزيدا من الضحايا وتنشر الخراب ، ولماذا وافقوا فجأة على عقد قمة عربية سموها بالطارئة بعد وصول عدد الشهداء من المدنيين الفلسطينيين مشارف ال1000شهيد . ربما لأنه حان الآن الوقت لإجبار الفلسطينيين في غزة على قبول شروط إسرائيل ، خاصة وان الظروف مواتية فالشعب أنهكه الحصار والجوع واستنزفته الحرب الإسرائيلية وقد يسهل على الدول المعتدلة -كما تسميها واشنطن وتل أبيب - جر المقاومة الفلسطينية للاستسلام وتحقيق مآرب إسرائيل في نزع سلاح المقاومة بعدما عجزت هذه الأخيرة عن تحقيق ذلك بالاجتياح العسكري . وقد يصح أن تسمى هذه القمة بالطارئة لصالح إسرائيل التي تعالت الأصوات الجماهيرية المنتقدة لحربها على غزة، للإسراع في دفع الفلسطينيين إلى توقيع وقف إطلاق النار بما يتناسب مع تل أبيب، لأنه وإلى الآن لم تبد القاهرة نيتها في تعديل مبادرتها وفقا لمطلب الفصائل الداعي لرفع الحصار وفتح المعابر ورفض القوات الدولية بعد وقف العدوان.