من المقرر أن تعقد غدا (الجمعة) القمة العربية الطارئة بالدوحة، بعد الدعوة التي وجهها أمير قطر قبل يومين لبحث موضوع العدوان الإسرائيلي على غزة واستمرار القصف الصهيوني في يومه التاسع عشر، وفك الحصار على القطاع . وإن كانت الساعات الأخيرة قد شهدت المزيد من الانقسامات والصراعات حول المشاركة من عدمها في القمة الطارئة وسباق محموم لاكتمال النصاب بعد أن وافقت ستة عشر دولة رسميا من بينها الجزائر، فإنه مرة أخرى يؤكد القادة العرب على أنهم عاجزون على توفير أي شكل من أشكال التوافق والتفاهم فيما بينهم جميعا لاتخاذ موقف حازم إزاء ما يحدث في غزة. النصاب القانوني اكتمل والقمة ستعقد رسميا في المكان والزمان المقرران لها رغم المعارضة العلنية لدول عربية توصف بالمحورية مثل مصر والسعودية اللتان سارعتا إلى رفض المشاركة في لقاء جمع الزعيمين بالمملكة أول أمس، اعتقادا منهما على عدم جدوى عقد قمة طارئة ثلاثة أيام قبل عقد القمة العربية الاقتصادية في الكويت، حيث اقترحا عقد لقاء تشاوري لبحث موضوع غزة . الكويت من جهتها، أعلنت أمس عن عدم مشاركتها في القمة الطارئة لنفس المبررات التي قدمها كل من الرئيس المصري والملك السعودي، فيما اعتبرت تونس وهو البلد المغاربي الوحيد الذي رفض اجتماع الدوحة، أن عدم مشاركتها تعود إلى عدم التحضير جيدا للقمة. بين متحفظ ورافض ومؤيد لعقد القمة، فإنه يبدو من الضروري أن يلتقي الزعماء العرب في جلسة طارئة رسمية وليست تشاورية لتبديد الغموض حول الموقف الرسمي العربي حال ما يجري من مجازر ومذابح، ولتدارك التقصير الرسمي في حق غزة. حيث من المقرر أن يتناول القادة العرب في العاصمة القطرية مسألة حماية الشعب الفلسطيني ورفع الحصار وكيفية التعامل مع المعابر وحق المقاومة في الدفاع عن نفسها وعن أرض فلسطينالمحتلة.. والأهم هو العمل وبجدية من أجل الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي . يأتي انعقاد القمة العربية الطارئة بعد فشل كل المحاولات الرامية إلى وقف العدوان الإسرائيلي، فلا المبادرة المصرية أثنت إسرائيل على وقف قصفها على غزة، ولا قرار مجلس الأمن كان كافيا لوضع حد للمحرقة الصهيونية.. يحدث هذا وسط حالة من الغضب الشديد التي تنتاب الرأي العام العربي وانتفاضة غير مسبوقة للشارع العربي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تأجيج الصراع والتوتر في المنطقة، خاصة وأن الهوّة بدت شاسعة بين مطالب الشارع العربي ومواقف بعض الأنظمة العربية في منطقة الشرق الأوسط التي تبدو مقصرة في التعامل مع الوضع في غزة وفك الحصار المجحف على شعبها. قمة الدوحة، قد تخرج بقرارات حازمة تجاه ما يحدث في غزة، وعلى الرغم من أنها قد لن توقف العدوان الإسرائيلي على القطاع بصفة فورية، إلا أنها تعد هامة وتأتي لممارسة المزيد من الضغوطات وحث الدول الكبرى الفاعلة على وقف جنون آلة الدمار العسكرية الصهيونية تلبية لمطالب الجماهير العربية الواسعة التي لا شك أنها ترفض تقزيم قضية غزة في لقاء تشاوري على هامش قمة اقتصادية، وكأن المال والاقتصاد أهم بكثير من الأرواح التي تزهق في غزة أمام صمت متواطئ من جهة وحلول ومبادرات لم تحظ بإجماع الفرقاء في فلسطين من جهة أخرى. ------------------------------------------------------------------------