يتخوف الكثير من المستثمرين في القطاع الفلاحي وخاصة في إنتاج مادة البطاطا هذا الموسم بسبب بعض العراقيل التي تحول دون إنتاج هذه المادة الأساسية وجعلها متوفرة لدى المواطن بأسعار معقولة ومقبولة، حيث يصطدم الكثير منهم بمشكل غلاء الأسمدة الكيماوية التي أضحت تتراوح مابين 7 و08 آلاف دينار للقنطار الواحد، فضلا عن مشكل العقار المستغل، حيث صارت الجهات المكلفة بتوزيع هذه المواد الكيماوية تطالبهم بضرورة إحضار وثائق إثبات الملكية للاستفادة من الحصة المخصصة لفلاحي ومنتجي البطاطا بالولاية، إذ أن أغلبيتهم يقومون باستئجار هذه الأراضي من الغير واستغلالها لموسم أو موسمين، لينتقل بعدها إلى منطقة أخرى أو نشاط آخر• من جهة أخرى، ظهرت مؤخرا أولى أعراض مرض خطير يصيب مادة البطاطا والمعروف ب "الميلديو" ببعض مزارع الولاية، والتي سجلت في باكورة إنتاج البطاطا ببلديات الصبحة، الأبيض، مجاجة وبقدير، وقد يتسبب في خسائر في المنتوج إذا لم يعالج في الحين ويتم عزل النبتة التي مسها هذا المرض، الذي وجد في العوامل المناخية الحالية والمتميزة بالرطوبة وكذا الحرارة عوامل لانتشاره• كما أن لغياب المعالجة الوقائية عاملا كبيرا في انتشار هذا المرض• وأوضح مصدر من المحطة الجهوية لوقاية النباتات أن 80 % من منتجي البطاطا لم يجروا أي عملية معالجة، و15 % منهم أجروا عملية وقائية واحدة، فيما لم تزد نسبة الفلاحين الذين أجروا أكثر من عمليتين وقائيتين على 5 %• وتشير الأرقام إلى أن ولاية الشلف سجلت الموسم الماضي خسائر معتبرة في إنتاج مادة البطاطا بنسبة فاقت 30 %، حيث قدرت المساحة الإجمالية المتضررة من مرض "الميلديو" 600 هكتار من جملة 1800 هكتار مزروعة• وهو ما يجعل توقعات الإنتاج ب 200 ألف هكتار من البطاطا هذا الموسم مهددة، وهي كمية كافية لتغطية حاجة الولاية بنسبة 100 % وإمكانية تحويل الفائض منها إلى ولايات قريبة، في حالة نجاتها من الأمراض•