تكتسي العديد من المناطق بولاية باتنة طابعا فلاحيا فريدا أهلها لتكوين مناخ خصب لمنتجات فلاحية عديدة متنوعة تعدت سمعتها حدود الوطن كالمشمش والتفاح، مما يعطي مؤشرا إيجابيا لدفع التنمية الاقتصادية بالمنطقة. غير أن الحاجة المتجددة والمتزايدة لمياه السقي دفع بالكثير من الفلاحين في مناطق عديدة إلى الاستغلال غير العقلاني للمياه الجوفية عن طريق حفر الآبار للتزود بالمادة الحيوية، التي تأخر وصولها من المنابع السطحية كسد كدية لمدور. وعلى هذا الأساس فإن مختصين في ولاية باتنة دقوا ناقوس الخطر حول الإفراط في استغلال المياه الجوفية، خصوصا في المناطق مجهولة القدرات التي لا يعلم مقدار احتوائها على الماء، مما يؤثر سلبا على قدرة مستودعات المياه الجوفية بباتنة أين لا ينبغي استغلال هذه الأخيرة بأكثر من نسبة 65 بالمائة من إجماليا لاحتياطات من المياه الموجودة في جوف عدة مناطق بالولاية كعين جاسر وبوزينة وبريكة وتيمقاد والشمرة وغيرها، حيث أن الاستغلال غير الراشد للآبار التقليدية البالغ عدده 8744 بئر مصرح به لدى المصالح المختصة ناهيك عن الآبار المحفورة فوضويا، التي يزيد عددها بكثير عن الآبار القانونية، والتي تنتشر أيضا في عدة مساكن بأحياء شعبية بعاصمة الولاية كل هذا يشكل حسب مختصين تهديدا حقيقيا لثروة المياه الجوفية بالنسبة للأجيال القادمة، ولابد من التحلي بمزيد من المسؤولية واليقظة في تسيير هذا المورد الهام حتى لا تحرم الأجيال القادمة من إمدادات المياه الضرورية للتحديات الاقتصادية المستقبلية وفي مقدمتها الزراعة. وشدد هؤلاء على ضرورة التقليل من منح التراخيص لحفر الآبار ومقابلة ذلك بتوصيل المياه من السدود نحو المناطق الفلاحية، أين يكاد يكون استغلالها منعدما من قبل الفلاحين، الذين يلجؤون إلى حفر الآبار المجهولة الصفة، كما أن سلوك سياسة مدروسة في هذا الشأن يمكن من الحفاظ على البيئة المائية تحقيق التوفيق في استخداماتها المختلفة في التنمية الاجتماعية و الاقتصادية.