تراجع محصول المشمش هذا الموسم بولاية باتنة إلى حوالي 150 ألف قنطار مع تباين في المناطق حيث تراوح معدل الإنتاج من 15 قنطار إلى 100 قنطار في الهكتار الواحد حسبما علم يوم الثلاثاء من مصالح مديرية الفلاحة. ويعود السبب في هذا الانخفاض مقارنة بالسنة الماضية التي وصل فيها المنتوج إلى 276 ألف قنطار حسب مدير القطاع محمد لمين قرابصي إلى عدة عوامل من بينها درجة الحرارة التي استقرت بالمنطقة طيلة 3 أشهر دون 7 درجات مئوية مما أثر على العديد من المحاصيل الزراعية التي كانت في مرحلة الإنبات ومن بينها المشمش إلى جانب هرم البساتين القديمة وتطور مردود الجديدة منها تدريجيا بالإضافة إلى أن منتوج المشمش عادة ما يكون جيد سنة وينخفض في السنة التي تليها. وعموما فإن المساحة المخصصة لزراعة المشمش لم تتطور كثيرا في السنوات الأخيرة بولاية باتنة وانتقلت من 3 آلاف هكتار قبل سنة 2000 إلى 4 آلاف هكتار حاليا منها 3.800 هكتار أشجار منتجة وأصبحت تحتل المرتبة الثالثة بعد الزيتون الذي انتقلت المساحة المخصصة له من 840 هكتار إلى 7 آلاف هكتار في الوقت الراهن وبرمجة 50 ألف هكتار للخماسي 2010 /2014 وكذا التفاح الذي يحتل حاليا مساحة تقدر ب 5 آلاف هكتار بعد أن كانت قبل سنة 2000 لا تتعدى 700 هكتار . وسجل التوسع القليل الذي عرفه هذا النوع من الأشجار الذي كان منتشرا بكثرة بمنطقة نقاوس في غير مناطقه الأصلية وخاصة ببلدية أولاد سي سليمان التي تضم حاليا على 1.211 هكتار من المشمش كلها غراسات جديدة إلى جانب سفيان ورأس العيون وبريكة و معافة ومنعة. وتسعى مصالح القطاع حسب الخارطة الفلاحية الجديدة إلى المحافظة على الموارد الحالية بما فيها المشمش مع تشجيع التنويع في مختلف الثمار لاسيما ذات النواة و الإكثار من الأصناف في النوع الواحد ما بين مبكر وموسمي وما بعد الموسمي لتفادي الأمراض وتأثير العوامل الطبيعية من خلال إنتاج الشتلات. وتتوفر ولاية باتنة حاليا حسب مدير القطاع على 17 مشتلة أنشئت بواسطة دعم الدولة تقدر طاقة إنتاجها السنوية ب2 مليون شجيرة مثمرة مؤكدا على سعي مصالحه للربط بين منتجي الشتلات والفلاحين لتطوير المنتوج وتنويعه. فالأشجار المثمرة عموما عرفت توسعا ملحوظا بولاية باتنة خاصة منذ سنة 2005 حيث انتقلت من 5.900 هكتار إلى 21 ألف هكتار حاليا كما وجهت لها نسبة 70 بالمائة أي ما يقارب 5 مليار دينار من الدعم المخصص للقطاع بالولاية بالإضافة إلى أن حوالي 70 بالمائة من هياكل الري الفلاحي الذي تدعم خلال هذه الفترة ب 3 آلاف حوض و1.000 تنقيب وجه للأشجار المثمرة التي جهزت مساحة منها تقدر ب6 آلاف هكتار بشبكات التقطير العصرية. ويتم التركيز حاليا يضيف قرابصي من أجل توسيع الاعتماد على هذه التقنية الحديثة إلى إجمالي شعبة الأشجار المثمرة بغية التخلي التدريجي عن السقي التقليدي للاقتصاد في المياه من جهة واستغلال الفائض أو الكمية التي يتم تبذيرها عبر القنوات التقليدية في توسيع البساتين من جهة أخرى . ويبقى الهدف المسطر في هذه الشعبة بالولاية هو تطوير الإنتاج إلى الأحسن بغية المساهمة في تموين السوق الوطنية بل و إمكانية التصدير للخارج لاسيما وأن المنطقة تملك طاقات إنتاجية هائلة وأثبتت في العديد من المرات جودة منتجاتها لاسيما المشمش والتفاح.