وعلى مدار ال90 دقيقة التالية كان الحاضرون يضحكون أحيانا من طُرفة ويبتسمون أحيانا أخرى خلال القصص التي يحكيها، ويومئون عقب النصائح التي يدلي بها، ثم يصفقون مرة أخرى في كثير من الأحيان وبصورة تلقائية• إلا أن الأمر الأكثر أهمية أنهم كانوا يتابعون حديثه بانتباه• وكان عمرو خالد، الداعية الذي يرتدي بدلة حديثة، وكثيرا ما يعتبر مناوئا للسلفيين، قد وصل إلى الجزائر حاملا نموذجه الخاص لإسلام متفائل وباعث على الشعور بالسعادة• وقال أيضا خلال المحاضرة حول "المجددون ونهضة الأمة" التي نظمت برعاية المجلس الإسلامي الأعلى، قائلا: "رسالتي إليكم هي: كونوا ممثلين مثاليين لدينكم• أطلعوا الناس على أخلاقكم الفاضلة وعملكم الدؤوب وسعيكم للنجاح في المجتمع وما يمكن أن تضيفوه حتى يعرف الناس كم هو عظيم هذا الدين"• وعادة ما يبدأ خالد، الرجل الطويل المبتسم ذو العينين الحادتين، مواعظه بصورة بطيئة وهادئة، ثم يتنامى التأكيد على نحو راسخ• وعندما يتقدم في حديثه يصبح أكثر استخداما للإشارات عبر الأصابع واليدين• خالد الذي بلغ ال 42 هو موضع انتقاد رجال الدين بسبب عدم دراسته للدين بشكل نظامي وعدم حصوله على تدريب ديني مناسب وتحدثه بتعابير مبسطة• وهو يعمل حاليا على دكتوراه في الدراسات الإسلامية بجامعة ويلز، وهذا ما زاد من حجم الانتقادات ضده حول إسلامه "المتغرب"• وحتى بعض الأطراف العلمانية في المجتمع العربي بدأت بالاستماع إليه• وأصبحت موضع ضغط كي لا يتحدث في اللقاءات العامة تماما• وهرب خالد أولا إلى لبنان ثم إلى لندن وحتى هناك لم يقلّ عدد مؤيديه• وقال سليم العوا إن "شعبيته في العالم العربي لا منافس لها، فهو قادر على بث الكبرياء والسعادة في نفوس الناس في كونهم مسلمين وقوى الإيمان بالإسلام في وقت أصبح تحت هجوم المتغربين والعلمانيين"• وانتشرت شهرة خالد إلى الغرب بعد نشر 12 صور كاريكاتير في عام 2005 في الدانمارك حيث تضمنت سخرية بالرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهذا ما دفع إلى احتجاجات واسعة في أوروبا وآسيا مع مقتل 100 شخص• ونظم خالد مؤتمرا حول التعايش في الدانمارك بعد 4 أشهر لاحقا وهو إجراء كان موضع إدانة قوية من الشيخ يوسف القرضاوي•• ويقول النقاد من غير السلفيين إن خالد، وهو ابن طبيب، يرعى ويدعو لإحياء ديني بدلا من إصلاحات عصرية• ويقول فهمي هويدي إن خالد هو "الخطوة الأولى في الأسلمة• فهو شخصية كاريزمية وتحبه الفتيات، ولكن مصر أصبحت بلدا أكثر محافظة بسببه•. فتيات أكثر يرتدين الحجاب"•