قررت القيادة العسكرية تعديل إجراءات واحتياطات المراقبة والأمن في الصحراء على الحدود مع دول ماليوالنيجر وليبيا، وفي محيط حقول النفط والغاز في الجنوب. القرار الأهم الذي اتخذ بعد الهجوم الإرهابي على حقل الغاز في خريشبة، كان وضع المئات من نقاط المراقبة الجديدة في الحدود وفي ممرات صحراوية تستغل للتهريب. قررت القيادة العسكرية، بناء على توجيهات المجلس الوطني الأعلى للأمن، نقل 20 ألف عسكري إضافي من قواعد في الشمال إلى الجنوب. عمليات نقل القوات بدأت مباشرة بعد الاجتماع الأمني الذي ترأسه الرئيس بوتفليقة، وقد لاحظ المتنقلون عبر الطريقين الوطنيين رقم 3 الذي يربط العاصمة بالحدود الليبية، والطريق الوطني رقم 1 بين العاصمة وأقصى الجنوب، ازدحام بهما في الأسبوع قبل الأخير بالتعزيزات العسكرية، وحدات بكامل تجهيزاتها كانت تنتقل عبر الطرق الرابطة بين الشمال والجنوب. وقال مصدر أمني عليم إن التعزيزات العسكرية التي نقلت تقرر وضعها في المئات من القواعد العسكرية ونقاط المراقبة في الحدود مع النيجرومالي وليبيا، بالإضافة إلى السيطرة على نقاط رئيسية تتحكم في ممرات ومسالك صحراوية سرية يستخدمها المهربون والإرهابيون في التنقل. تعديلات الإجراءات الأمنية جاءت بسبب الدروس المستفادة من عملية تسلل الجماعة الإرهابية التي نفذت الهجوم على حقل الغاز في خريشبة على الحدود بين المنيعة وعين صالح بالجنوب. في سياق متصل، بدأ الجيش الوطني الشعبي عمليات تمشيط كبيرة شملت ثلاث نواح عسكرية، هي الرابعة في ورڤلة والسادسة في تمنراست والثالثة في بشار، بمشاركة 15 ألف عسكري. وقال مصدر أمني إن العملية بدأت يوم الخميس وتتم بشكل متزامن في كل النواحي العسكرية ويشارك فيها 15 ألف عسكري، مدعومين بطائرات مروحية وطائرات استطلاع، وتشرف عليها هيئة أركان الجيش التي حددت هدفها لتفتيش الصحراء والممرات والمسالك السرية. مصادرنا قالت إن عمليات التمشيط الحالية تتم على مستوى صحراء تنزروفت وفي محيط العرق الغربي الكبير في الناحية العسكرية الثالثة، وفي صحراء عرق الشاش على الحدود مع موريتانيا، وفي الحدود مع ليبيا والنيجر، وتهدف لكشف وتعقب جماعات التهريب والبحث عن المخابئ السرية في الصحراء. ومن المعروف أن جماعات التهريب والإرهابيين يعمدون لإخفاء الوقود والمؤن والمياه وحتى المخدرات والأسلحة في مخابئ مموهة في عمق الصحراء، يتم التعرف عليها عبر إحداثيات "جي بي أس"، ويعتمد الإرهابيون والمهربون في تنقلاتهم كثيرا على المخابئ السرية التي تهدف العملية العسكرية للبحث عنها وتدميرها، وتعتمد العملية العسكرية في البحث عن المخابئ السرية على الاستطلاع الجوي والمتعاونين.