مصالح الأمن تبقي على درجة تأهبها و تكثف عمليات التفتيش و المراقبة تعايش سكان المحور الجنوبي الممتد إلى غاية بلدية دلس ببومرداس،أو ما كان يعرف ب"مثلث الموت"في الجزائر مع حالة التأهب الأمني التي ميزت المنطقة،وباتت الحواجز الأمنية و نقاط التفتيش واحدة من يوميات السكان،حيث حافظت قوات الشرطة و الدرك الوطني والجيش على تأهبها تحسبا لطارئ إرهابي محتمل. طالت حالة الاستنفار محور بلديات بومرداس القريبة من الحدود مع ولاية تيزي وزو،في سياق التضييق على تحركات الجماعات الإرهابية النشطة بالمنطقة،وفي جولة قادت الصحيفة اللندنية الالكترونية"ألجيريا برس أونلاين" إلى هذا المحور،وصولا إلى بلدية دلس وعبورا على بلديات ومداشر لا زالت موسومة بأجواء من الريبة و الخوف، من خلال تركيز عناصر الأمن و الدرك في الحواجز الأمنية والتشديد في مراقبة المركبات وعبورها على نقاط التفتيش. الغريب عن المنطقة يخيل له أن شيء ما حدث للتو أو قبلا بقليل،الواقع الذي ميز مدخل بلدية بغلية، التي تستقبل الداخل إليها بحاجز امني اشتركت في نصبه قوات الدرك و الشرطة و الجيش،حيث توقف كل مركبة يظهر على متنها أشخاص غرباء عن المنطقة،أو ترقيم لا يمت بصلة بالولاية،وقد اضطر صاحب شاحنة تبريد إلى تفريغ حمولته من المثلجات بالكامل بمجرد عندما أمر بركنها بعد عبوره عبر المسلك الواحد ذهابا وغيابا،والمسلك الواحد إجراء تكرر على طول المحور الممتد إلى بلدية دلس الساحلية،حيث يضطر أصحاب السيارات ذهابا إلى الانتظار إلى أن ينتهي طابور السيارات في الإياب. ويقول مرافق أمني يشتغل بالمنطقة،أن حالة الاستنفار تضاعفت عما كانت عليه في السابق،حيث"كان يتعرض المارة للتفتيش عند مرورهم بالحواجز الأمنية،كما كانت الدوريات التي يقوم بها الدرك تتوقف عند كل واحد يشتبه به"،بينما لايزال نظام الدوريات معمولا به ليلا ونهارا،حيث تتنقل مركبات مصالح الدرك و الشرطة على طول المسلك المؤدي إلى دلس وبرج منايل،ذهابا وإيابا،لمراقبة الطريق،وفي ثاني نقطة تفتيش ببغلية لوحظ عدد من أفراد الجيش يصلون إلى الطريق الرئيسي من الجبال المجاورة،حيث يعتقد أنهم كانوا في مهمة بالمداشر الواقعة أعالي تلك الجبال. كانت مظاهر الحرمان بادية على وجود سكان المنطقة خاصة منهم الشباب في ظل تفاقم البطالة، بينما تزدهر بالنسبة لبعض المزارعين،زراعة" البطيخ"واصطبغت المساحات الفلاحية في الطريق من بغلية إلى برج منايل، باللون الأصفر،وعلى جنبات الطريق، كان عدد من الشباب يعرضون البطيخ للبيع بالجملة كما بالتجزئة. ويقول المتحدث أن"البطيخ جنب الكثير من الشباب الالتحاق بالجبال"موضحا أن البطالة واليأس و المشكل الاجتماعية كان لها الأثر البالغ في التحاق شباب المناطق الجنوبية الشرقية للولاية بالمعاقل الإرهابية"،ويشير بأنه قبل أسابيع فككت قوات الأمن شبكة دعم وإسناد متكونة من سبعة أشخاص تدعم الإرهابيون وخاصة المنضوين في كتيبة الأنصار،التي نفذت مجزرة تيمزيرت ببني عمران في جوان من العام الماضي،خلال عملية تمشيط مست مداشر ببرج منايل. ولم يكن الوصول إلى سيدي داود بالمرور عبر بلدية سي مصطفى ببومرداس أمرا سهلا، و العابر على الطريق الرابط بين البلديتين ينتابه خوف شديد خاصة في بعض المحاور التي تنعدم فيها الإنارة العمومية، وفي نقطة تفتيش بمنطقة غابية تكثر على جنبات طريقها لافتات مكسرة ومنحنية، كان رجال الدرك يخضعون المركبات لتفتيش دقيق، ويشتد تركيز أعوان الدرك في حاجز امني بمنطقة ساحل بوبراك ببلدية سيدي داود، كما لوحظ تضييق مفترق الطرق بين برج منايل ودلس وبومرداس ، بينما شوهد تأهبا من قبل أفراد الأمن الوطني وهم يرتدون صدريات مضادة للرصاص ، نفس التشديد مارسه عناصر الدرك عبر واد سيباو. وفي اللحظات ذاتها،مرت على الحاجز دورية لأفراد الجيش،ظهر على أفرادها تأهبا متخذين مسلك يسر،وهو مسلك مخيف، تقل فيه حركة المرور ليلا.على غرار مسلك"واد كنانين"إلى مدينة بغلية،أثناء العودة،المسلك كان خاليا ،إلا من حاجز أمني للشرطة يتوقف كل مار من هناك فعلى بعد أمتار قليلة،كانت سيارة نفعية من نوع "مازدا" معبئة بسلع ومغطاة، مركونة إلى الرصيف، بينما كان صاحبها ينتظر تسلم وثائق السيارة التي انتزعت منه بعد الاشتباه به . ويوضح المتحدث أن مصالح الأمن تدقق في أنواع من السيارات يعتقد أنها تستعمل في تنقل الإرهابيين غيرمبحوث عنهم،يقومون بتبديل السيارات عن طريق البيع و الشراء بصفة عادية،حتى لا تضبط مصالح الأمن تحركاتهم،في ذهابهم إلى المعاقل الإرهابية أو لقائهم بإرهابيين معروفين،وتؤكد إيفادات تجار سيارات من المنطقة بان أشخاصا،يشترون سيارات،بأي ثمن يطلبه صاحب السيارة ومن دون مفاوضات،ويتوجهون خاصة للسيارات النفعية المغطاة، لاستخدامها في نقل المتفجرات،ويقصد بعضهم سوق"تجلابين"ببومرداس وآخرون يوقفون أصحاب السيارات المؤشر عليها ب"للبيع"عبر الطرق السريعة ويفيد مرافق لنا من سلك الأمن،أن إستراتيجية تبديل السيارات،انتهجت بعد سماع الإرهابيون بأن القوات الأمنية ضبطت أنواع من السيارات المشبوهة،التي يتنقلون بها، وتمكنت ذات المصالح من الإيقاع بعدد منهم في كمائن مختلفة.