أجهزة الأمن تكثف عمليات المراقبة والتفتيش في العاصمة وضواحيها كثفت أجهزة الأمن منذ ثلاثة أيام عمليات المراقبة والتفتيش على السيارات والأفراد في الجزائر العاصمة والولايات المجاورة لها تحسبا لأي طارئ بعد العملية الانتحارية الأخيرة التي نفدت ضد مقر للدرك الوطني بولاية تيزي وزو. وتقوم عناصر الشرطة والدرك الوطني منذ الثلاثاء الماضي بحملة تفتيش ومراقبة صارمة في الشوارع والطرق بالجزائر العاصمة، بومرداس وتيبازة، فقد انتشر عدد كبير من رجال الأمن في الشوارع الرئيسية للجزائر العاصمة وأخضعوا كل السيارات والأفراد المشبوهين لتفتيش دقيق وصارم، وهي العملية التي عرفتها أيضا مداخل العاصمة من كل الجهات خاصة من الجهة الشرقية نحو ولاية بومرداس.كما تقوم نقاط المراقبة العادية على مستوى حواجز الشرطة بالتدقيق في هويات الأفراد المشبوهين وتفتيش السيارات بمختلف أنواعها تفتيشا دقيقا على غير العادة، ولاحظ سكان العاصمة والولايات المجاورة أن قوات الشرطة رفعت من درجة تأهبها وهو ما دفع الكثير منهم إلى التساؤل عن سبب ذلك.والملاحظ أن تكثيف عمليات التفتيش هذه بدأ بعد الاعتداء الإرهابي الأخير الذي نفذه انتحاري ضد ثكنة للدرك الوطني بمنطقة آيت عيسي بولاية تيزي وزو والذي خلف ضحية واحدة وعدد من الجرحى، وقد تبنى ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي العملية حسب ما تناقلته مواقع إخبارية على شبكة الانترنيت أمس نقلا عن المركز الأمريكي لمراقبة المواقع الإسلامية "سايت" إلا أن التحقق من صحة هذا الخبر تبقى مطروحة.ذكرت بعض المصادر أن الحملة الواسعة التي تقوم بها أجهزة الأمين في العاصمة وضواحيها تكون قد جاءت بعد حصول الأجهزة المختصة على معلومات تفيد بأن المجموعات الإرهابية تنوي القيام في المستقبل بهجومات انتحارية ضد مواقع داخل العاصمة، مما دفع بالأجهزة الأمنية إلى العمل لإجهاض مثل هذه المخططات الإرهابية، خاصة وان أجهزة الأمن تمكنت في السنتين الأخيرتين من منع تسلل أي إرهابي إلى قلب العاصمة بعد العملية الإجرامية التي استهدفت مقر المجلس الدستوري وممثلية الأممالمتحدة بحيدرة.وكما هو معلوم فقد نجحت الأجهزة الأمنية في القبض على عدد من الإرهابيين وتفكيك شبكات الدعم والمساندة للجماعات الإرهابية خاصة في ميدان جمع المعلومات، وهو الشيء الذي مكن من تحريم العاصمة على هذه العناصر، إلا أن التحرك الأخير يكون وراء قرار تكثيف عمليات التفتيش والمراقبة.بينما ترى مصادر أخرى أن الرفع من حالة التأهب التي أبدتها الأجهزة الأمنية في الأيام الأخيرة إنما يدخل في إطار عملها الروتيني القائم على اليقظة الدائمة والمستمرة وفق مخططاتها الخاصة، و ليس له علاقة بما حدث بولاية تيزي وزو، كما أشارت ذات المصادر أن قوات الجيش ستكثف هي الأخرى من عمليات التمشيط في الجبال ولايتي بومرداس وتيبازة بالموازاة مع ما تقوم به أجهزة الشرطة في المدن. ونشير أن مختلف مناطق البلاد لم تعرف عمليات انتحارية منذ أكثر من سنتين وأن الهجوم الانتحاري الأخير على ثكنة الدرك بتيزي وزو يعتبر عودة من قبل الجماعات الإرهابية مرة أخرى إلى هذا النوع من الإرهاب والإجرام، وهو ما يكون قد دفع الأجهزة المختصة إلى العمل على إجهاض أي مخطط من هذا النوع مستقبلا.