اتفقت الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل و الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة على إحداث مجلس أعمال مشترك جزائري تونسي يرمي إلى دفع الشراكة بين المستثمرين في البلدين. و قد تم التوصل إلى هذا الاتفاق خلال زيارة يؤديها وفد من رجال الأعمال التونسيين من 11 إلى 13 فيفري إلى العاصمة الجزائرية. و سيتم استكمال المشروع والتوقيع على الاتفاق خلال زيارة يؤديها أعضاء المنتدى إلى تونس قريبا. و قد تباحث وفد الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة الذي يضم حوالي 15 رجل أعمال، مع نظرائهم في "منتدى أصحاب المؤسسات" حول ضرورة دفع التعاون و الشراكة بين رجال الأعمال بالبلدين و سبل الاستفادة من فرص الاستثمار المتاحة سواء في السوقين الجزائرية و التونسية أو على مستوى السوق المغاربية. من جهته، دعا رئيس كنفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية طارق شريف اليوم الأحد بالجزائر العاصمة إلى تحسين التعاون الاقتصادي الجزائريالتونسي مؤكدا ضرورة بناء فضاء اقتصادي مغاربي مشترك على أساس "التكامل و الانسجام المفيدين". و صرح خلال ندوة صحفية عقدت عقب لقاء بين منظمته الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل انه "من الممكن خلق حركية اقتصادية بين البلدين. نريد أن نشيد سويا اقتصادا متينا". و أوضح رئيس أرباب العمل التونسيين أن هذا الفضاء الاقتصادي يتمحور حول مشاريع ملموسة مؤكدا ضرورة مراجعة القوانين المسيرة للمبادرات التجارية و الاستثمار في البلدين من اجل تشجيع التعاون الجزائريالتونسي. و قال في هذا الصدد "تكاد المبادلات التجارية بين بلدينا اليوم تكون منعدمة. لا أحمل أي طرف كان المسؤولية و لكن ترجع مسؤولية تحريك الأمور إلينا نحن كمتعاملين اقتصاديين. و لذلك نأمل في أن تبذل سلطات البلدين جهدا على الصعيد التشريعي من أجل دفع علاقاتنا الاقتصادية". و اعتبر طارق شريف أن الإرادة في إنشاء سوق مشتركة "موجودة" و أن العراقيل التي تحول دون بناء هذا الفضاء الاقتصادي "محددة" و من ثمة- كما قال- تتجلى ضرورة بروز حركيات جديدة. و أشار إلى انه "سيتم قريبا إعداد وثيقة تتضمن العراقيل و الحواجز التي تحول دون تطوير التعاون الاقتصادي لعرضها على حكومتينا من اجل جلب الاهتمام حول القيود الواجب رفعها". و أكد رئيس كنفدرالية مؤسسات المواطنة التونسية من جهة أخرى ضرورة بناء هذا الاتحاد الاقتصادي و إلا سيتم تضييع الوقت "هباء" الشيء الذي "سيضر -كما قال- الاقتصاديين في البلدين". كما أردف طارق شريف يقول " إذا ما لم ننشئ هذا الفضاء الآن فإننا سنخسر الكثير من الفرص". و يرى المسؤول الأول عن منظمة أرباب العمل التونسية أن إنشاء سوق مشتركة سيسمح بإنعاش الاستثمار بكلا البلدين و تطوير التبادلات التجارية. كما أردف يقول "هناك تكاملا كبيرا بين بلدينا لاسيما في بعض القطاعات مثل قطاع الأدوية موضحا أن الجزائر تمثل أيضا بالنسبة للتونسيين "فضاء مناسبا" للاستثمار السياحي. في هذا السياق أكد نفس المسؤول أن "تونس تملك بعض الخبرة في مجال السياحة يمكن للجزائر أن تستفيد منها و لا تكلفكم الكثير" مضيفا أن "القائمة الخاصة بالمشاريع التي يمكننا تجسيدها معا تعد طويلة". و من جهته أوضح رئيس الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل السيد بوعلام مراكش أن الاتصال هو "عامل هام" من أجل تجاوز الصعوبات المواجهة. و حسب المسؤول الأول عن الكونفدرالية الجزائرية لأرباب العمل فان الجلوس حول نفس الطاولة لمناقشة الآفاق يؤكد إدراك ضرورة تحسين التعاون الاقتصادي بين البلدين. في هذا الخصوص دعا نفس المتحدث إلى تعميق الأعمال التي تمت مباشرتها من قبل و مضاعفة اللقاءات الخاصة بالتبادلات و التشاور من أجل استكمال العمل الذي تم القيام به.