يجتمع وزراء"أوبيك"نهار اليوم الخميس في جلسة مغلقة في العاصمة النمساوية فيينا لتقييم سقف الإنتاج الذي تم تحديده في شهر ديسمبر ب30 مليون برميل يوميا و الذي لم يتم الالتزام به الشيء الذي نددت به العديد من البلدان و من بينها الجزائر و غيران و فنزويلا و ليبيا والإيكواتور و التي اعتبرت زيادة الإنتاج سببا في اختلال توازن سوق النفط و تراجع الأسعار. و اعتبر وزير الطاقة والمناجم السيد يوسف يوسفي أمس الأربعاء في تصريح بفيينا أن كل التحليلات تبين أن إنتاج أوبيب "اللازم لتموين السوق العالمية بالشكل اللائق هو 9ر29 مليون برميل يوميا"موضحا بأن الطلب العالمي تتم تلبيته بالشكل الكافي انطلاقا من مستوى 30 مليون برميل يوميا. و أضاف الوزير قائلا "آمل أن يكون هناك إدراك للأثر السلبي (لزيادة إنتاج البترول) على السعار لاسيما في الأسابيع المنصرمة و بأن أوبيب تواجه تهديدا حقيقيا". و برأي نفس المصدر فبالنظر للخلافات القائمة قد يكتفي وزراء أوبيب بالإبقاء على المستوى الحالي و على الأسعار المنخفضة في الوقت الذي تحتدم فيه المخاوف بشأن الطلب على الطاقة و اعتبر أنه يتعين التوصل إلى الحل الوسط لجعل الأسعار تستقر حوالي 100 دولار للبرميل. و في هذا الصدد توقع الخبير الاقتصادي الدولي المعتمد لدى البنك العالمي محمد حمدوش في مكالمة هاتفية صبيحة هذا الخميس مع القناة الأولى أن ترفع السعودية سقف إنتاجها إلى 12 مليون برميل يومياً لتغطية النقص المتوقع الناتج عن خفض إيران لإنتاجها ، ومن هذا المنظور-يقول حمدوش-"اجتماع اليوم سيكون شكليا ،لأن بحث رفع الإنتاج يحضر بأوروبا و أمريكا و عديد الدول و"سيدخل حيز التنفيذ"بداية من جويلية الداخل أياما بعد تطبيق الحضر الذي تنوي الدول الغربية ضربه على إيران ". وأضاف حمدوش أن الولاياتالمتحدةالأمريكية رخصت مؤقتا لبعض الشركات التركية و الصينية للتعامل مع إيران لمدة 3 أشهر حتى 6 أشهر و استيراد نفطها إلى حين تنفيذ تهديدها . وختم المتحدث قوله " قرار رفع سقف النتاج أو الحد منه ، إنما هو قرار جيو- استراتيجي أكثر منه اقتصادي ". و كان مصدر مقرب من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبيب) أفاد لموفدة وكالة الأنباء الجزائرية إلى العاصمة النمساوية أن المنظمة قد لا تغير سقف إنتاجها الحالي بالرغم من تراجع الأسعار و القلق الذي يحوم بالطلب العالمي على الطاقة و التوترات الخاصة بالملف الإيراني. و قال نفس المصدر أن "المنظمة قد تنتظر حتى تتضح الأمور لاسيما فيما يخص الملف الإيراني و بالتالي فنحن نتوجه نحو الإبقاء على سقف الإنتاج الحالي." و ينعقد اجتماع فيينا قبل أيام من استئناف المفاوضات بين إيران و قوى مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة و فرنسا و المملكة المتحدة و الصين و روسيا و ألمانيا) بخصوص برنامجه النووي. من جانبه أكد رئيس منظمة الدول المصدرة للبترول''أوبك''أمس الأربعاء ، أن المنظمة غير قلقة من وفرة المعروض الحالي من نفط ''أوبك'' بأكثر من اللازم في الأسواق، وذلك قبيل اجتماع الوزراء لبحث مستويات الإنتاج اليوم. وانقسمت الدول الأعضاء ال 12حول الخطوات التي سيتم اتخاذها في اجتماعها في فيينا، وتشعر السعودية بارتياح إزاء مستويات الأسعار الحالية التي تراجعت لما دون حاجز 100دولار للبرميل، بينما تريد دول أخرى كإيران من السعودية خفض إنتاجها من أجل زيادة العائدات النفطية. وقال الأمين العام ل ''أوبك'' عبد الله سالم البدري خلال مؤتمر صحافي في العاصمة النمساوية فيينا إن الأسواق فيها معروض وفير أكثر من اللازم قليلا، وحول إن كانت مستويات إنتاج ''أوبك'' قد خفضت الأسعار بشكل أكبر وتأثرت سلبا بالفعل جراء مخاوف نمو الاقتصاد العالمي وأزمة اليورو، أعرب البدري عن عدم قلقه حيال ذلك. و فيما يخصه ،قال المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة جينتثر أوتينجر في ذات المؤتمر إن الاتحاد الأوروبي يتوقع من أوبك أن تأخذ في حسبانها التطورات الاقتصادية، وأن تستمر في تأمين المعروض وتحقق توازنا للأسعار بشكل يقارب مستوى 100 دولار للبرميل. و قد تطرق وزير النفط الكويتي هاني حسين إلى وجود خلافات في المنظمة قبل انعقاد الاجتماع الوزاري إلا أنه صرح للصحافة أنه على الأرجح أن يتم الإبقاء على سقف إنتاج 30 مليون برميل يوميا. و لاحظ نفس المصدر أن "تراجع الأسعار تحت 100 دولار لايكفي لإقناع البلدان التي زادت من إنتاجها لاسيما العربية السعودية بخفض معروضها على السوق الدولية". و زادت العربية السعودية معروضها من النفط منذ شهر ديسمبر لينتقل من 45ر9 مليون برميل يوميا إلى أزيد من 10 مليون برميل يوميا الذي يعد مستوى قياسيا كما أنها تدعو إلى زيادة جديدة.