تسبب داء الكوليرا، الذي انتشر مؤخرا في عدة ولايات، في حالة ذعر وهلع في أوساط الجزائريين، إذ وبعد مقاطعتهم لمياه الحنفيات خوفا على سلامتهم من انتقال العدوى، ها هو الدور يأتي على الخضر والفواكه والتي تعرف ركودا في المبيعات بسبب تخلي المواطن عنها خوفا من أن تحمل هذه الأخيرة الداء، بحيث وبالرغم من تطمينات وزارة الفلاحة بخلوها من الكوليرا، غير أن المواطنون عزفوا عن اقتناء الخضر والفواكه وهو ما تسبب في انهيار أسعارها لمستويات متدنية. تعرف الفواكه تهاويا غير مسبوق في الأسعار، بحيث وبعد انتشار وباء الكوليرا، قاطع الكثيرون هذه الأخيرة خوفا على سلامتهم وخاصة بعد تداول أن الفواكه مسقية بالمياه الملوثة المسببة للأوبئة على غرار الكوليرا والتي أحدثت حالة طوارئ في أوساط المواطنين، إذ تداولت مواقع التواصل الاجتماعي انتشار الكوليرا بالفواكه وخاصة أن الداء تزامن وفصل الصيف أين تنتعش الفواكه الموسمية الأكثر استهلاكا من طرف الجزائريين على غرار الدلاع والبطيخ الأصفر والخوخ والعنب وغيرها من الفواكه الأخرى والتي تعتمد على نضجها وجاهزيتها على الماء، لتتوسع بذلك دائرة تخوف المواطنين من حمل هذه الأخيرة لفيروس الكوليرا الناتج عن المياه الملوثة وخاصة أن أغلب المحاصيل تسقى بالمياه القذرة ومن المنابع الملوثة كما شاع مؤخرا. وقد تسبب تخوف الأشخاص من داء الكوليرا في عزوفهم عن اقتناء الفواكه الغنية بالماء على غرار الدلاع والبطيخ واللذان يعتبران المستهدفان الرئيسيان والمشتبه بحملهما للكوليرا بسبب المياه التي يتم سقيهما به، وقد أجمع كثير من المواطنين على أن الفواكه مسقية بالمياه الملوثة ويمكنها نقل عدوى الكوليرا لمستهلكيها. وأسعار الخضر تتهاوى أيضاً.. لم يقتصر الأمر على الفواكه فحسب، ليمتد إلى الخضر والتي عرفت عزوفا بدورها هي الأخرى، حيث قلل الكثير من اقتنائها ما تسبب في خسائر معتبرة للتجار، والذين يعرضون خضرهم بالأسواق بأسعار متدنية مقابل إقبال محتشم من طرف المواطنين، وذلك لهاجس الكوليرا الذي بات يطارد المواطن الجزائري في الفترة الأخيرة والذي سبب له في ابتعاده عن كل ما قد يهدده بالكوليرا على غرار المياه والفواكه وصولا للخضر والتي لم تسلم هي الأخرى لاحتمالية سقيها بالمياه الملوثة والقذرة المسببة للكوليرا، لتعرف هذه الأخيرة تدني في الأسعار وتراجع في الإقبال إلى إشعار آخر. وزارة الفلاحة تؤكد سلامة المنتوجات الفلاحية أكدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، في بيان لها، أن المياه الموجهة لسقي الخضر والفواكه نظيفة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون مصدرا لانتشار وباء الكوليرا. وحسب ذات المصدر، تطمئن الوزارة المواطنين حول جودة الفواكه والخضر المنتجة بالجزائر مؤكدة بأنها سليمة وان مياه السقي التي تمتصها النباتات لا تمثل أي خطر على المنتجات الفلاحية. و يذكر انه تم الإعلان عن ظهور حالات لوباء الكوليرا يوم 7 أوت الجاري، أسفر عن تسجيل حالتي وفاة بولاية البليدة و46 حالة مؤكدة للإصابة من بين 139 حالة متواجدة بالمستشفيات عبر 6 ولايات. ومنذ تأكيد إصابة حالات بداء الكوليرا، يخشى المواطنون إمكانية تلوث الفواكه والخضروات بمياه الصرف الصحي خلال عمليات الري التي يعتقدون أنها اصل هذا الوباء. وحسب الوزارة، فإن الخضر والفواكه لا تشكل بيئة نشطة لنمو بكتيريا الكوليرا حيث دعت المستهلكين أيضا إلى احترام شروط النظافة المطلوبة من خلال غسل الخضروات والفواكه قبل استهلاكها. المحاصيل المروية بالمياه القذرة تم تدميرها وبالنسبة لبعض الحالات المعزولة والمؤكدة للري غير القانوني باستعمال مياه الصرف الصحي الخام، ذكرت الوزارة بأن المصالح المختصة للقطاعات المعنية على المستوى المحلي قامت بقمع هذا النوع من الممارسات وتطبيق الإجراءات الضرورية. وتتعلق هذه الإجراءات بالمتابعات القضائية وحجز معدات الري وتدمير المنتوج، يضيف نفس المصدر. وفي سياق متصل، أفاد احد مسئولي الوزارة انه لم يتم تسجيل أية حالة حديثا. وتبقى الوزارة عبر مديرياتها الفرعية للمصالح الفلاحية عبر الولايات مسخرة على المستوى المركزي والمحلي من اجل ضمان المتابعة الصارمة للوضعية، يضيف البيان. يذكر أن تحقيق وزارة الصحة كشف عن وجود بكتيريا الكوليرا في مياه منبع سيدي الكبير في ولاية تيبازة.