طمأنت الطبيبة العامة، الدكتورة سهام دحمان، بأنّ 80 بالمائة من الإصابات بداء الكوليرا يمكن علاجها بنجاح، مشيرة إلى أن "الكوليرا " عبارة عن عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الضمة الكوليرية مما يسبب الإسهال والقيء وفقدان سوائل جسم المصاب، وقد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاج الحالة في أسرع وقت. خلقت تصريحات وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات المتعلقة باكتشاف عدد من حالات وباء الكوليرا بكل من الجزائر العاصمة، تيبازة البويرة والبليدة حالة من الهلع والاستنفار لدى المواطنين، الذين توقف البعض منهم تماما عن استهلاك مياه الحنفية، واقتناء بدله المياه المعدنية، وذلك بعد التوصيات المتكررة كحملات تحسيسية عبر مواقع التواصل الاجتماعي خصوصا "الفايسبوك"، كما امتنع الكثيرون عن اقتناء الفواكه الموسمية خصوصا البطيخ والدلاع خوفا من أنه تم سقيها بمياه ملوثة وتحمل الكوليرا. وينتقل وباء الكوليرا، حسب الدكتورة سهام دحمان، باستهلاك مياه ملوثة ومن مصادر غير آمنة، أو بتناول خضر وفواكه غير نظيفة، أو مسقية بمياه ملوثة، حيث تتمثل أعراض هذا الوباء، حسب المختصة، في إسهال وقيء حادين يؤديان إلى الشعور المستمر بالعطش، وذلك ما يتسبب في جفاف الجسم وتعرض أعضائه إلى الخطر، لاسيما القلب، الرئة والكلى، كما قد يشكو المصاب من تقلصات مؤلمة في البطن والأطراف وكذا الصدر، لكن تطمئن أنّ هذا الداء ليس بتلك الخطورة التي تبدو عليه، إذ أنّ 80 بالمائة من الحالات يمكن علاجها بنجاح لكن بشرط أن يتم ذلك في أسرع وقت ومباشرة عند الشعور بتلك الأعراض، فلابد أن لا يتم التهاون إذ تظهر في ظرف يوم إلى ثلاثة أيام، والعلاج يتم بتعويض السوائل المفقودة عن طريق محلول الارتواء، أما الحالات الحادة فيتم علاجها عن طريق الحقن الوريدي وبتناول مضادات حيوية. في نفس الخصوص، دعا مصطفى زبدي، رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، إلى عدم الهلع فيما يخص تخوف المواطنين، مشيرا إلى أن ذلك خلق ندرة في المياه المعدنية وشكل المواطنون منذ انتشار الخبر طوابير أمام المحلات لاقتناء هذه المادة، ما شكل أزمة لا داعي لها. وقال زبدي إن الوقاية تبقى ضرورية لكن دون مبالغة، مشيرا إلى أن مصدر المشكل كان مياها مصدرها في ولاية تيبازة، والعدوى انتقلت بين الأشخاص بالاحتكاك والملامسات، وهذا ما يستدعي أخذ الحيطة وهذا بضرورة غسل اليدين جيدا قبل الأكل فضلا عن الاستعانة بماء الجافيل للتطهير والتعقيم باستعمال قطرات لغسل الخضر والفواكه، وكذا استعمالها في ماء الشرب، موضحا أن الجزائريين يفتقدون ثقافة غسل اليدين وهذا ما ساعد في انتشار الوباء.